المناسبة دهشة باراك اوباما وهو يسمع خبر نيله جائزة نوبل للسلام رغم انه لم يستطع اقناع اسرائيل بوقف الاستيطان المتمدد رغم كل الصرخات الدولية.. ولاول مرة تمنح الجائزة الدولية ذات السمعة المرموقة بالنوايا والخطابات الرنانة لا بالفعل الكبير.. وهذا تحول تاريخي في ذهنية اولي امر الجائزة الثمينة ذات الصدى العابر للقارات.
المناسبة الثانية اعلان الاستراتيجية الامريكية تجاه السودان رغم ان حكومة الوحدة الوطنية رحبت ترحيبا حذرا إلا ان مضمون الاستراتيجية خاطب مؤسسات الادارة الامريكية المتضاربة والمتشاكسة تجاه السودان فحققت رؤية واحدة لاول مرة بدلا من السياسات المتضاربة من كل جزء في الادارة حسب رؤيته ومجموعة الضغط الذي ينتمي لها.. او تمارس عليه نوعا ما من الوصاية!!!.
الملامح الاولية للحكومة السودانية تجاه الاستراتيجية صادفت قدرا من الصواب حيث لم تهلل كثيرا لبعض المنح الامريكية البخيلة.. وفي ذات الوقت عبرت عن اسفها على بعض المسائل التي تحاول الادارة دمغها على السودان مثل الابادة الجماعية التي نفاها سكوت غرايشون المبعوث الرئاسي لاوباما من زياراته المتعددة لدارفور ومن التقارير المختلفة مع جهات سودانية وعالمية واقليمية.. هذه النقطة وبهذه الكيفية على المكايدة الامريكية الازلية على السودان والتي تمثلها سوزان رايس.
المصطلح الذي سميت به الاستراتيجية الامريكية " العصا والجزرة ", وهو خطأ حيث لا جزرة تقدم في اي مكافأة امريكية للسودان.. فكل الجزر المزروع في البراري الامريكية الشاسعة التهمته الارانب الاسرائيلية " الملهوفة" من غير ساعة للافطار او الغداء او العشاء... بل اطعام في كل الاوقات على كل الجرائم التي تقترفها اسرائيل بدءا بالاحتلال ومرورا بالمذابح وليس انتهاء بتدمير الاخضر واليابس كما حدث مؤخرا في غزة !!!.
لم تر اي دولة الجزر الامريكي المحتكر - تماما - للارانب الاسرائيلية المدللة بشكل ينتهك القانون الدولي.. واتفاقات فيينا وكل قوانين حقوق الانسان!!.
السودان ليس بدعا على السياسة الامريكية التي ما زالت تجدد في لائحة العقوبات على السودان ولو تعلق باستار البيت الابيض, فالسودان مصنف ضمن الدول المغضوب عليها لا يفيده الانجاز التاريخي بوقف الحرب في جنوب السودان.. حيث وعد في وقتها بالمن والسلوى.
ولم يحصد السودان شيئا الا فتح نافذة جديدة للحرب في دارفور وتسليط كل وسائل الاعلام العالمي على اغتيال صورة السودان المتسامحة حيث وصف بالتطهير العرقي والاغتصاب والابادة الجماعية, حيث باتت قضية دارفور اعقد من قضية احتلال فلسطين والمجازر البشرية والحرب المهوسة على غزة امام أعين العالم كله!!
اذاً الجزر الامريكي زرع خصيصا لاسترضاء واطعام اسرائيل.. والسودان حيث انجز السلام فالى اهله ومستقبله.. فامريكا لن ترضى ولن تقدم جزرة واحدة في مائدة سودانية, لكن السياسة لها مقتضيات اخرى حيث لا جدال في ان امريكا دولة عظمى تمتلك الكثير من الكروت للضغط والمناورة..
وهذا ما نقرأه في القراءة الاولية للحكومة السودانية التي عبر عنها النابه د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية وهذا ما ينبغي ملاحظته.. ولهذا يتوقع من القائمين بأمر دارفور الدفع بالعملية السلمية الى اقصى غاياتها بصدق يلتفت اليه الشعب فيحرج اي جهة سودانية مناوئة لتيار السلام وهذا هو المحك الرئيسي الذي له دلالات عميقة لا انتظار الجزر الامريكي الذي لن يأتي مطلقا!!!.