تتبادر إلى ذهني حالياً المقولة الشهيرة للحجاج ابن يوسف الثقفي "إني أرى رؤوساً قد أينعت لحصادها وحان وقت قطافها" فحقاً طابت رؤوس الفساد التي زخرت بها مصر على مدى ثلاثة عقود وسقطت واحدة تلو الآخر، وحان الوقت لمصر أن تستيقظ على فجر جديد مضيء من كافة الجوانب، ترتقي فيه على كافة الصعد وتصل إلى مصاف الدول المتقدمة التي من المفترض أن تكون مصر سبقتها من سنين لولا موجات الفساد والنهب والسرقة التي تعرضت لها. فقد آن للمواطن المصري أن يعيش في خير بلاده وينعم بحياة كريمة ويرى الحق ينتصر وشعاع الظلم ينجلي، أصبح من حق المواطن أن يعيش لا لأن يحلم فقط، فأصبح من حقه أن يقولك لا للوساطة ولا للرشوة ولا لاستغلال النفوذ وآلاف اللاءات لكل أشكال الفساد. اليوم تملكتنى فرحة عارمة بانباء حبس الرئيس السابق حسنى مبارك واولاده 15 يوما على ذمة التحقيق ، فقد جاء اليوم الذى لم يصدقه احد على مدار ثلاثون عاما دخل السجان الى الزنزانة التى حبس فيها شعبه ثلاثة عقود . وبالأمس تملكتني فرحة عارمة عندما سمعت خبر القبض على صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وإمبراطور الفساد في نظام مبارك البائد وحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق وأيضا حبس زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وهاللوم جرة، أنا أشعر لما يصبح أحد كبير على السجن والمحاكة فالكل سواء أمام القضاء فقد أصبح سجن مزرعة طرة كومباوند يضم كل الفاسدين، فهل سيضم كل أباطرة الفساد مستقبلاً وهل سيحاكم كل من سولت له نفسه الاستيلاء على خيرات مصر وتسخير نفوذه لتحقيق الثروات ونهب حقوق الغير. لقد عانينا نحن المصريين علي مدي سنوات عدة من فساد النظام الحاكم في مصر وعانينا من الانتقائية في تطبيق القوانين ومورس علي المواطنين أبشع وسائل القهر التي أدت إلي تكميم الأفواه ونشر الرعب بين المواطنين البسطاء والسيطرة علي كافة وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وسيطرة حفنة من رجال أعمال النظام الفاسد علي مقدرات هذا الوطن ، وبقاء عدد كبير من المسئولين المشهورين بفسادهم والذين لا يخشون في الباطل وتجميل النظام الفاسد لومة لائم مستغلين في ذلك كافة وسائل التضليل والخداع ومعتمدين علي آلة النظام القمعية التي أذاقت المصريين كافة صنوف العذاب وهي جهاز أمن الدولة الذي طالت يداه غالبية المواطنين المصريين بلا استثناء واشبعونا اعتقالا وتعذيبا وقتلا مما جعل المطالبة بمحاكمة الفاسدين وحل جهاز مباحث أمن الدولة علي رأس مطالب ثورة 25 يناير. أتمنى أن يزيد التفاؤل، فهناك عشرات الآلاف من المواطنين حاملين أعلام مصر، ولافتات تتدفق على ميدان التحرير، تطالب بمحاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ونجله جمال، وبقية قيادات النظام السابق، وهناك قوافل من حافلات تحمل العشرات من المواطنين يلوحون بالأعلام، قادمين من محافظات الفيوم والشرقية للمشاركة في المطالب التي دعا لها ائتلاف شباب الثورة، والإخوان المسلمون، ومجلس أمناء ثورة 25 يناير، وحركة 6 أبريل. ونهاية، نقول إن سقوط تلك الرموز كان يجب أن يتم منذ فترة كبيرة في بدايات الثورة المجيدة فلم يجلب التأخر في محاكمات هؤلاء إلا احتقانا أكثر لدى الشارع الذي وضع في تاريخ جمعاته الاعتراضية جمعة التطهير، فهل سيتم البتر الجذري للفساد أم سيظل ذنبه يلتوي داخل أحشاء مؤسسات الدولة؟.