الخرطوم: اعلن الرئيس السوداني عمر البشير الثلاثاء ان توقيع وثيقة اتفاق سلام دارفور النهائي سيتم في العاصمة القطرية الدوحة بعد غد الموافق الرابع عشر من يوليو/تموز الجاري. وقال البشير ، في خطاب وجه للامة السودانية امام البرلمان بمناسبة انفصال دولة جنوب السودان "ان توقيع وثيقة سلام دارفور ستنقل الاقليم لافاق جديدة من التنمية والاستقرار داعيا كافة الحادبين علي مصلحة دارفور للمشاركة في اعادة بناء الاقليم". واعلن البشير ان حكومته ستطرح خلال الايام المقبلة عملة جديدة في اطار سياسة اقتصادية للدولة بعد انفصال الجنوب. وتعهد البشير بأن تكون العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان الوليدة متميزة وقائمة علي احترام العهود والمواثيق والسعي ومراعاة المصالح المشتركة والمحافظة علي الروابط الاجتماعية والتاريخية الراسخة بين شعبي البلدين. واضاف "ان قناعتنا الراسخة بأن الانفصال لايعني الانقطاع ودعوتنا للجنوب ان نعمل لتحقيق هدفنا المشترك من اجل النماء والتقدم". واكد الرئيس السوداني انه سيعمل مع اللجنة المفوضة من الاتحاد الافريقي على معالجة المسائل المتبقية في اتفاق السلام الشامل مع الجنوب. وجدد التزامه بتفيذ البرتوكولات الخاصة في ولايتي (جنوب كردفان) و(النيل الازرق) والخاصة بالتريبات الامنية وقانون المشورة الشعبية الذي أشار الى ان قانونا سيصدر بتمديد زمنه لاتاحة الفرصة لمواطني الولايتين للادلاء بآرائهم من اجل التوصل الى تفهم مشترك للنهوض بالولاييتن الاكثر تأثرا بالحرب على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقال البشير ان السودان بدأ حقبة جديدة من تاريخ السودان اطلق عليها (الجمهورية الثانية ) مبينا ان ملامحها تقوم علي اساس انتهاء عهد الحروب وبدء عهد السلام والاستقرار وترتكز مبادئها على اساس سيادة حكم القانون ومراعاه حقوق الانسان والنزاهة في صرف المال العام واعتماد مبدأ الكفاءة في العمل. واشار الى ان حكومته ستطرح على البرلمان خطة اسعافية مدة ثلاثة سنوات لمعالجة النقص في ايراداتها بسبب خروج نسبة مقدرة من عائدات النفط مبينا ان ابرز ملامح الخطة تتضمن اجراءات تقشفية وخفض الانفاق العام وزيادة الصادرات ومضاعفة الايرادات وتشجيع الاستثمار الوطني والاجنبي. وذكر البشير ان تعديلا سيجري على موازنة البلاد دون ان يتضمن فرض اية رسوم او ضرائب جديدة على المواطن. واشار الى ان الخطة تتضمن تعزيز الشراكات الاقتصادية في مجالات النفط والتعدين والزراعة مع الصين وتركيا والهند والبرازيل والصناديق العربية. واعلن البشير ان حكومته ستطلق حوارا وطنيا تشارك فيه جميع القوى من أجل التوصل الى اتفاق على آلية الحكم مشيرا الى ان لجنة قومية ستبدا خلال الايام المقبلة اجتماعات لصياغة دستور جديد للبلاد سيتم عرضه على البرلمان لاجازته قبل عرضه للشعب في استفتاء عام. وقال البشير انه امر جهاز الامن بعدم ابقاء اي معتقل وبمراجعة حالات من يجري معه التحقيق لاطلاق سراح من لم يثبت تورطه في نشاط مع اية مجموعة مسلحة او ارهابية. وكان جنوب السودان اعلن السبت الماضي دولته المستقلة بعد فوز خيار الانفصال في الاستفتاء على تقرير المصير الذي اجري في يناير الماضي بمقتضى اتفاق السلام المبرم بين الشمال والجنوب في عام 2005. وفقد السودان باستقلاله عن الجنوب ربع مساحته وثلثي عائدات النفط الذي كان يبلغ انتاجه اليومي نحو 500 الف برميل معظمها في حقول الدولة الجديدة. ومن المقرر ان يستأنف الجانبان المحداثات التي يرعاها الاتحاد الافريقي حول القضايا العالقة بشأن فك الارتباط بين الدولتين وابرزها ترسيم الحدود والنفط والديون الخارجية البالغة نحو 40 مليار دولار وتبعية منطقة (ابيي) النفطية.