تقييم إسرائيلي سلبي لزيارة بوش! د. محمد ناجي عمايره استبقت وزارة الخارجية الاسرائيلية زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش فنشرت تقريرا اسرائيليا متشائما كان عنوانه الرئيسي ان اميركا اضعف من ان تواجه ايران او تحرك عملية السلام في المنطقة. ولا تختلف توقعات المراقبين السياسيين ومحللي الاعلام والصحافة ان تتمخض زيارة بوش التي يصفها ب(التاريخية) عن نتائج ايجابية. وقد استبقت الزيارة مظاهرات واحتجاجات في الاراضي الفلسطينية واسرائيل ودول اخرى تندد بالزيارة وتطالب الرئيس الاميركي بالعودة الى بلاده مؤكدة ان زيارته لن تكون مفيدة في ظل الممارسات الاميركية في العراق والدعم الاميركي للممارسات الاسرائيلية في فلسطين وخصوصا في غزة. التقرير الاسرائيلي الذي نشرت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية مقتطفات منه يشير الى ان الادارة الاميركية اخذت تضعف وأنها لن تنجح في احداث انطلاقة في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وانها اهملت الخيار العسكري ضد ايران، وتواجه صعوبات في حشد دعم دولي لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وفعالة على طهران تؤدي الى وقف المشروع النووي الايراني. وهذا التشاؤم له ما يفسره في السياسات الاميركية تجاه العراق وايران، وان كان لا يخلو من المبالغة بهدف التغطية على التلاقي بل التحالف الاميركي الاسرائيلي حول الاهداف المتصلة بالهيمنة على المنطقة ومقدراتها وثرواتها ، وتشكيل غطاء سياسي للسياسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ولسياسات الاحتلال الاميركي في العراق. ويتوقع التقرير الاسرائيلي ان تزيد ادارة بوش مما يسميه (ضغوطها) على حكومة اولمرت فيما يتعلق بالتوسع في الاستيطان وتفكيك بعض البؤر الاستيطانية العشوائية. وهذا لا يعني ان الجهود الاميركية لدفع عملية السلام سوف تتوقف حسب التقرير، بل ان التقرير يشير الى احتمال وقوع احتكاكات بين الادارة الاميركية واسرائيل بخصوص الاستيطان. ولا يتوقع المراقبون ان تكون هذه التوجهات الاميركية كافية لوقف الاستيطان او منع توسيع المستوطنات، في حين تشدد إدارة بوش ضغوطها على الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات دون ان يقابلها أية استجابات اسرائيلية. وهكذا فان التقرير الاسرائيلي يستبعد حدوث تقدم حقيقي في العملية السياسية مع الفلسطينيين لكنه يرى انها سوف تستمر باعتبارها (تخدم مصالح حيوية لكلا الجانبين). وفي الاطار نفسه لا يتوقع التقرير اي تغير في المواقف تجاه حماس وسوريا ومصر وحزب الله اللبناني، ولا يرى امكانية تحقيق اي تقدم في اتجاه مفاوضات حل سلمي مع سوريا او وقوع مواجهة عسكرية قريبة مع حزب الله. تبقى اهمية هذا التقرير الاسرائيلي انه صادر عن مركز الدراسات السياسية في وزارة الخارجية وهو واحد من ثلاث هيئات مركزية اسرائيلية تضع التقويمات الرسمية الاسرائيلية وهو الهيئة المدنية الوحيدة الى جانب هيئتين اخريين هما الموساد والاستخبارات العسكرية. واذا كنا نؤيد مثل هذه التوقعات القائمة على معلومات موثقة من داخل مطبخ البيت الابيض والحكومة الاسرائيلية ، فإننا نستغرب الالحاح العربي المتزايد على اهمية الزيارة ونتائجها المرتقبة. عن صحيفة الوطن العمانية 10/1/2008