محيط: تثير استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل قلق أوساط حزب "ميرتس" اليساري حيال التوقعات بأن الحزب لن يتمثل بأكثر من ستة مقاعد في الكنيست الجديد، في أحسن الأحوال، في مقابل استطلاع آخر أفاد أن تمثيل الحزب قد ينخفض إلى أربعة مقاعد فقط، أي أقل بمقعد واحد عن تمثيله الحالي. وذكرت صحيفة " القدس" ان القلق، يعود إلى التوقعات الكبيرة التي عقدها أركان الحزب بانضمام شخصيات يسارية إلى صفوفه في الأشهر الأخيرة، من سياسيين وأمنيين وأدباء وفنانين وأكاديميين ذائع صيتهم في الدولة العبرية. وعلق أقطاب "ميرتس" وفي مقدمهم زعيمه الجديد النائب حاييم أورون الذي خلف يوسي بيلين المعتزل المعترك السياسي، آمالهم في أن تجذب القائمة الانتخابية المتجددة أصواتاً جديدة للحزب وخصوصاً من أوساط المخذولين من حزب "العمل" المحسوب على يمين "ميرتس". لكن ما يتبين حتى الآن هو أن إعلان أدباء بارزين مثل عاموس عوز وديفيد غروسمان، وسياسيين مرموقين من حزب "العمل" سابقاً أمثال عوزي برعام وأبراهام بورغ وشلومو بن عامي، دعمهم لميرتس لم يأت، بحسب الاستطلاعات على الأقل، بالنتيجة المرجوة على رغم أن الحزب حاول الظهور بمظهر متجدد وتحت اسم جديد "ميرتس - الحركة الجديدة". وكان أورون (69 عاماً) أبدى تفاؤلاً كبيراً عند الإعلان عن تشكيل "ميرتس- الحركة الجديدة" بقوله إنه "سيقود إلى ملء الفراغ الكبير" في الحياة العامة في إسرائيل، وأن يكون بيتاً لمئات آلاف من اللامبالين الذين ملّوا السياسة، "ولنؤسس لهم إطاراً سياسياً يمثل في شكل واضح جداً قيم السلام والعدالة الاجتماعية". وأضاف أن الحزب سيسعى إلى أن يكون القوة الثالثة في الكنيست الجديد يلعب دوراً في أي حكومة وسط - يسار يتم تشكيلها بعد الانتخابات، أو أن يكون "جسماً مانعاً" يحول دون تشكيل حكومة يمينية برئاسة زعيم "ليكود" بنيامين نتانياهو. ودعا أورون كلاً من زعيمي "العمل" ايهود باراك و "كديما" تسيبي ليفني إلى التعهد مسبقاً بعدم الدخول في حكومة بزعامة نتانياهو، لكنهما رفضا ذلك. وهكذا بقي "ميرتس - الحركة الجديدة" الحزب الصهيوني الوحيد الذي أعلن أنه لن يدعم حكومة نتنياهو في أي حال من الأحوال. ويعتبر حزب "ميرتس" العلماني الذي ينشط على نحو خاص في القضايا الاجتماعية، حزباً يدعو للسلام قياساً بسائر الأحزاب الاسرائيلية ، وإن وقف دائماً داعماً للحروب، وخصوصاً في أيامها الأولى التي شنتها الحكومات المختلفة سواء على لبنان أو على الفلسطينيين، كما حصل في الحرب الأخيرة على غزة.