نيويورك: وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة علي عضوية جنوب السودان الخميس لتصبح العضو رقم 193 في المنظمة الدولية. وتأتي هذه العضوية بالأممالمتحدة بعد إعلان جنوب السودان استقلاله عن الشمال، والذي جاء بعد نتائج استفتاء يناير/ كانون الثاني. ورحب جميع أعضاء الجمعية العامة بانضمام جنوب السودان لتصبح أول دولة تنضم للمنظمة الدولية منذ ضم جمهورية الجبل الأسود عام 2006. وكان مجلس الأمن الذي يجب أن يوافق كل طلبات عضوية الأممالمتحدة، قد أوصى يوم الأربعاء بأن تقبل الجمعية العامة عضوية جنوب السودان. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضم جنوب السودان، في حين وصف رئيس الجمعية العامة جوزيف ديس هذه اللحظة ب"التاريخية". وتم رفع علم جنوب السودان بألوانه الأسود والأحمر والأخضر والذي يزدان بمثلث أزرق ونجمة ذهبية أمام مقر الأممالمتحدة في نيويورك. ودعت مسودة تقرير للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى التحقيق في أعمال العنف التي وقعت بمنطقة جنوب كردفان المضطربة. واعتبر التقرير أن سلوك القوات المسلحة السودانية في جنوب كردفان كان "شنيعا" جدا. وأشار تقرير الأممالمتحدة إلي ارتكاب هذه القوات أعمال عنف كالقصف الجوي والاعتقالات التعسفية والهجمات على الكنائس، لافتا إلي أنه إذا ثبت صحتها فستكون جرائم حرب. ومن جانبه، قال فيليب بولوبيون من جماعة "هيومن رايتس ووتش" أن تقرير الأممالمتحدة كشف عن مخاوف بشأن وقوع الاسوأ. ويتوقع الكثيرين ان تصبح الدولة الجديدة واحدة من أفقر دول العالم وسترث عددا من النزاعات مع الخرطوم، بالرغم من تعهد شمال السودان وجنوبه بوضع الخلافات وراء ظهورهم. وفي نفس السياق، أكد السفير السوداني لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان أن أبناء البلدين سيبقون جميعا سودانيين وأعضاء عائلة واحدة. وعبر نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار عن إعجابه ب "حكمة" الرئيس السوداني عمر حسن البشير في توقيع اتفاق السلام عام 2005 وقبوله بشجاعة نتيجة استفتاء يناير/ كانون الثاني. ويذكر ان الخلافات المتبقية بين جوباوالخرطوم تشمل تسوية وضع الحدود والمواطنة وتقاسم موارد النفط. ولم يتحدد بعد اي دولة ستؤول إليها منطقة أبيي الحدودية، حيث ستنتشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة تضم 4200 جندي أثيوبي. وفي واشنطن، كانت اللهجة أقل تفاؤلا مما هي عليه في الأممالمتحدة حيث ناقشت لجنة تابعة للكونجرس أعمال العنف في ولاية جنوب كردفان. ووفق تقارير الأممالمتحدة فإن عدد الفارين من القتال هناك بين الجيش السوداني والمقاتلين المواليين للجنوب قدروا ب 73 ألف شخص. وقال المبعوث الامريكي لدى السودان برينستون ليمان للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن بلاده تسعي لوقف القتال في جنوب كردفان لمدة 72 ساعة من أجل وصول المساعدات الإنسانية مثل الأغذية والأدوية. وأكمل رئيس اللجنة السيناتور جون كيري أن واشنطن قد لن تتمكن من رفع السودان من قائمتها الخاصة بالدول الراعية للإرهاب في حال ثبوت وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان.