لولا "بوش".. ما نجح "أوباما" ووصل إلي البيت الأبيض!! خالد إمام أصدق وأغرب تعليق عن الانتخابات الأمريكية.. كان للكاتب سيمون جنكنز بصحيفة الجارديان البريطانية. قال إن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان السبب الأول والرئيسي لفوز باراك أوباما برئاسة أمريكا.. وهذه حقيقة. وقال أيضاً إن كمية الدموع التي سكبت من أعين الملايين فرحاً بفوز أوباما قد تكون الأكبر في تاريخ البشرية.. وإنه- أي الكاتب- بكي أيضاً ولكن إشفاقاً لسذاجة وضخامة الآمال التي تعقد علي أوباما.. وهو رأي غريب وصادم. أوباما كان مقرراً له في الأساس أن يخوض الانتخابات ويصل إلي البيت الأبيض في انتخابات 2012 إلا أن سياسة بوش الكارثية عجلت بقدوم أوباما وفوزه. بوش لم يترك له صديقاً خارج أمريكا سوي توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وشريكه في مهزلة "الحرب علي الإرهاب" وزبانيته الذين ساعدوه في هذه الحرب لاقتسام "الكعكة" المسماة بثروة العراق. .. وبوش أدمي قلوب 4 آلاف أسرة أمريكية سقط أولادها قتلي في حرب غير مبررة لا ناقة لهم فيها ولا جمل وتسبب في تحويل آلاف غيرهم إلي مرضي نفسيين أو معوقين جراء العمليات العسكرية في أرض الرافدين. .. وبوش جعل ملايين الأمريكيين يلعنون اليوم الذي جاء فيه إلي السلطة و"مرمط" كرامة وسمعة أمريكا في العالم بعد أن أصبحت مكروهة كراهية إبليس والتحريم. .. وبوش تسبب في أزمة مالية طاحنة بعد أن أنفق 400 مليار دولار علي حربه المزعومة وأصبح هذا المبلغ عجزاً في الموازنة الأمريكية. .. وبوش أصبح في عيون الأمريكان وشعوب العالم الثالث نموذجاً للإنسان المجرد من الإنسانية نتيجة تحويله الغذاء إلي وقود دون أن ترمش عيناه إلي أنين الجوعي في كثير من بقاع الأرض. .. وبوش جعل الأمريكان يكرهون الحزب الجمهوري بسبب هذه الأفعال. لكل هذا صمموا علي التغيير إلي الحزب الديمقراطي.. وكان لهم ما أرادوا.. واختاروا أوباما كرهاً في بوش وزبانيته وحزبه الذي جلب عليهم الخراب والموت والكراهية من العالمين. الشعب الأمريكي عند اختياره أوباما.. عقد عليه آمالاً كبيرة لتغيير الصورة والواقع.. وإعادة الحياة من جديد للخرابة التي ورثها عن بوش.. أمريكا وسمعتها. أوباما.. لا يملك الفانوس السحري.. ولا عصا موسي رغم ارتدائه القلنصوة اليهودية وهو أمام حائط المبكي ولن يملكها. .. وأوباما.. لن يوفر ال 400 مليار عجز الموازنة في غمضة عين. ولن يعيد ملايين الأسر إلي منازلها التي طردت منها بعد الحجز عليها بسبب عدم سداد الأقساط. ولن يعترف بخطأ بوش في خوض الحرب واحتلال أفغانستان والعراق. ولن يجرؤ علي التفاوض مع إيران لحل الأزمة النووية سلمياً لأن هذا الحل غير وارد لدي إسرائيل. ولعل هذا ما جعل الكاتب البريطاني يطلق تعبير "إشفاقاً لسذاجة وضخامة الآمال التي تعقد علي أوباما". أوباما لن يستطيع تغيير السياسة الأمريكية 180 درجة.. ومع ذلك يجب أن ننتظر حتي يتولي رسمياً ويعلن أجندته علي العالم. وفي كل الأحوال.. لن تخدعنا الأقوال.. ما يهمنا فقط هو الأفعال. عن صحيفة المساء المصرية 10/11/2008