ميدفيديف يحذر أوباما د.هاني شادي بعد ساعات قليلة من فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية ، ألقى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أول خطاب سنوي له إلى الأمة أمام البرلمان الروسي باعثا برسالة تحذير قوية إلى سيد البيت الأبيض الجديد. ميدفيديف هدد بنشر صواريخ "اسكندر" قصيرة المدى في إقليم كالينينجراد غرب روسيا والواقع على مقربة من البلدان الأوروبية أعضاء حلف شمال الأطلسي. في نفس الوقت أعلن زعيم الكرملن أن بلاده ستقوم بالتشويش على عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا. هذا التشويش سيتم بنصب رادارات روسية جديدة مضادة للرادارات في منطقة كالينينجراد. ويقول أوليغ انتونوف خبير الرادارات الروسي إنه لا يوجد مثيل لما اخترعه العلماء الروس من وسائل التشويش الإلكتروني. ويضيف أن المنظومة الإلكترونية التي توصل العلماء الروس إلى اختراعها تستطيع إعاقة أي رادار تابع لمنظومة الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا عن طريق بث إشارات مضللة توهم الرادار المطلوب إسكاته بأن هناك آلافا من الأهداف المطلوب تدميرها. ولأن الرادار المستهدف لا يستطيع التعامل مع عدد هائل كهذا من الأهداف فإنه لا يرى مفرا من تعطيل نفسه تلقائيا. رسالة ميدفيديف التحذيرية هذه لا تعني حسب الكرملن إغلاق باب المشاورات حول الدرع الصاروخية الأميركية مع واشنطن. فالرئيس الروسي في خطابه أمام البرلمان الروسي شدد على أن الإجراءات المذكورة ستنفذ في حال الضرورة ، أي في حال إصرار الإدارة الأميركية الجديدة على نشر الدرع الصاروخية دون الأخذ في الحسبان الاعتراضات الروسية. الكرملن رحب بحذر بقدوم أوباما إلى البيت الأبيض ، ولكن مصادر مطلعة في القيادة الروسية لا تتوقع تحسنا سريعا في العلاقات الروسية الأميركية والتي تدهورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ويرى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي ميخائيل مارجيلوف أنه من المستبعد أن يؤدي فوز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسة الأميركية إلى تحسن العلاقات الروسية الأميركية بصورة ملموسة بسبب الخلافات والتناقضات الكثيرة المتراكمة بين البلدين. ويتوقع مارجيلوف أن تواصل الولاياتالمتحدة في عهد أوباما نشر عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية ، الأمر الذي سيؤدي في رأيه إلى مزيد من الجفوة بين البلدين. ومع ذلك يتكهن مارجيلوف بمواصلة تعاون انتقائي في العلاقات الروسية الأميركية في مجال منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب. أما فاسيلي ليخاتشوف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي فيرى أن أوباما قد يغير نية واشنطن المتعلقة بنشر عناصر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية. ولدى التطرق إلى التغيرات المحتملة في العلاقات الروسية الأميركية، أعرب ليخاتشوف عن الثقة في أنها ستتطور على أساس براجماتي. ويرى فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الفدرالية الروسي أن فوز أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية لن يغير خطط واشنطن لنشر عناصر الدرع الصاروخية في بلدان أوروبا الشرقية لأن خطة نشر الدرع قد حظيت بمصادقة مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين. المشكلات المتراكمة بين موسكووواشنطن من عهد إدارة بوش الابن لا تقتصر على الدرع الصاروخية وفقط بل وتمتد لتشمل ضم أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو ، وتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية ، وإيران والعراق وملف الطاقة والحريات السياسية في روسيا. ويعتقد الروس أن لهجة أوباما الديمقراطي تجاه موسكو أثناء الحملة الانتخابية لم تكن عدوانية مثلما كانت لهجة ماكين الجمهوري الذي طالب بطرد روسيا من مجموعة الثماني الكبار إبان الحرب الروسية الجورجية. ولكن لا أحد يضمن استمرار لهجة أوباما غير العدوانية تجاه روسيا وخاصة في ما يتعلق بملف الحريات السياسية التي عادة ما يركز عليه الديمقراطيون. وتحسبا لجميع الاحتمالات كانت التصريحات الاستباقية لميدفيديف باستعداد موسكو لمواجهة الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا بغض النظر عن السيد الجديد للبيت الأبيض. عن صحيفة الوطن العمانية 9/11/2008