محمد عصمت سيف الدولة بعد ان أرهب الصهاينة وحلفاءهم ، كل شعوب العالم بعدم توجيه اى نقد إلى (إسرائيل) خوفا من الاتهام بمعاداة السامية أو ما يسمى باللاسامية .
نجحوا فى العقود الأخيرة بجبروتهم فى نشر ثقافة معاداة فلسطين أو اللا فلسطينية ، بمعنى تجريم و مطاردة كل ما هو فلسطينى .
فأصبح الفلسطيني حتى فى وطنه العربي مشروع ارهابى إلى أن يثبت العكس .
وأصبحت المقاومة محرمة ومجرمة ومطاردة ومعزولة ومنبوذة .
ولا يجرؤ أحد على الدفاع عنها أو دعمها الا فى السر .
ولا يجرؤ أى مسئول عربى على الحديث عن ارض فلسطين التاريخية ، أو عن عدم مشروعية دولة إسرائيل أو بطلان وعد بلفور وقرار التقسيم .
وعندما ثارت الشعوب العربية فى كل مكان ، فأرادت فلسطين ان تلحق بهم فبما يسمى بالانتفاضة الثالثة ، أشاح الجميع بوجوههم بعيدا !!
* * *
ولقد تجلت ظاهرة معاداة فلسطين فى ابرز صورها فى مسألة استمرار حصار غزة و إغلاق معبر رفح .
فحتى حين قررت وزارة الخارجية المصرية بعد الثورة فتح المعبر ، فإنها قيدت حركته بعدد من الضوابط غير المطبقة على اى معبر آخر فى مصر ، منها منع من يسمونهم بالمدرجين أمنيا (القوائم السوداء) من العبور على وجه الإطلاق ، والذين لا نعلم بالتحديد من الذى أدرجهم ، ووفقا لأى معايير وهل لذلك علاقة بالتنسيق الأمنى بين مصر وإسرائيل?.
كما أنه ليس كل من تنطبق عليه الشروط المصرية يسمح له بالعبور ، بل يتم إعادة كثير من المسافرين ورفض عبورهم بدون إبداء أسباب .
ولا زال منع دخول السلع والبضائع عبر معبر رفح قائم ، لإصرار إسرائيل على عبورها من معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية حتى يحتفظوا بالتحكم فى لقمة عيش غزة وقوت أهلها .
وعندما غضبت إسرائيل وتوعدت ، انعكس ذلك فورا على المعبر ، فعادت القيود !
ومن مؤشراتها أن إخواننا فى غزة لا يزالون يستغيثون بنا كل يوم ، بينما قادة إسرائيل توقفوا عن الشكوى والتهديد والوعيد !؟
وقد لا يعلم الكثيرون ان هناك الآن أزمة مكتومة بين الجانبين المصري والفلسطيني ، لا يرغب أحد فى الإعلان عنها حفاظا على شعرة معاوية .
* * *
قارن ذلك بحرية اليهود الصهاينة فى دخول سيناء والتجول فيها لمدة 15 يوم بدون تأشيرة !!!!! .
مع العلم ان كل الشر والضرر والتجسس والسلاح والمخدرات والعملات المزورة والتخريب والفتن لا تأتى الا من إسرائيل.
ولكن رغم ذلك نعاملهم على الدوام معاملة المشتبه فيهم حتى بعد الثورة .
* * *
وحتى شباب الثورة وشيوخها ، أصبح الحديث عند معظمهم ، عن فلسطين أو عن العدو الصهيوني أو عن سوءات كامب ديفيد هو حديث مكروه وثقيل الظل وخارج السياق والأولويات .
* * *
ان ظاهرة "معادة الفلسطينية" أصبحت ظاهرة عامة ، لا تقتصر على فلسطين والفلسطينيين و المقاومة الفلسطينية فقط ، بل امتدت الى كل أنصار فلسطين وأعداء المشروع الصهيونى فى مصر والوطن العربي .
وهى ظاهرة غير مبدئية وغير وطنية بالإضافة الى انها خطيرة ومضللة و مدمرة وعنصرية ، يقف وراءها من الخارج الصهاينة والأمريكان .
ويدعمها فى الداخل عقدة الخوف المزمن من إسرائيل ، تلك العقدة التى قام بزرعها داخلنا النظام الساقط وإخوته من النظم التى لم تسقط بعد .