الأكراد بين تركيا وإيران عاطف عبدالجواد الغارات المتبادلة بين الميليشيات الكردية والقوات التركية على حدود العراق الشمالية هي بؤرة دبلوماسية عاجلة، بينما تهدد تركيا بغزو شمال العراق، والولاياتالمتحدة تستجدي انقرة لضبط النفس وتضغط على الحكومة العراقية للتعامل مع وجود الميليشيات في الشمال. وفي الوقت نفسه تتعاطف واشنطن مع الأتراك في موقفهم. وفي الأسبوع المقبل سوف يستضيف الرئيس بوش في البيت الأبيض رئيس الوزراء التركي اردوجان في محاولة لنزع الفتيل المشتعل، بعد أن رفصت انقرة اقتراحا عراقيا بنشر قوات اميركية على الحدود الشمالية. وتقول تركيا الآن إنها سوف تنتظر نتيجة مباحثات اردوجان وبوش، ثم سوف تتخذ قرارا بعد ذلك بشأن خطوتها التالية. لكن بعيدا عن اضواء الإعلام والدبوماسية، هناك جبهة ثانية مماثلة لا يلتفت اليها احد تدور رحاها على حدود العراق مع ايران. هناك تنصب ميليشيات الأكراد الإيرانيين كمائن، وتقتل قوات ايرانية على الحدود، ثم تختبئ داخل العراق. والأميركيون لا يقدمون كلمة تعاطف واحدة مع ايران، على الرغم من ان الميلشيات الكردية هذه جزء من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الحكومة الأميركية من المنظمات الإرهابية. بل إن طهران تقول إن واشنطن في واقع الأمر تساعد الأكراد الإيرانيين، وهي تهمة تنفيها الحكومة الأميركية. ومهما كانت الحقيقة، فإن التوتر على الحدود الإيرانية، شأنه شأن التوتر على الحدود التركية ينذر بانفجار محتمل. ولكن الميلشيات التي تحارب الإيرانيين، وإن كانت جزءا من حزب العمال الكردستاني، تتبع مباشرة حزبا اسمه حزب الحياة الحرة في كردستان. ومثلما يهيمن حزب العمال الكردستاني على رقعة كبيرة من الأرض الجبلية على الحدود التركية، فإن حزب الحياة الحرة في كردستان يسيطر على منطقة جبلية من الحدود مع ايران. وبينما تصف واشنطن حزب العمال بأنه جماعة ارهابية فإنها تجرى اتصالات غير رسمية وغير مباشرة مع حزب الحياة الحرة. كما أن واشنطن لا تضغط على بغداد للتعامل مع الميلشيات الكردية على الحدود الإيرانية. بل إن زعيم هذه الميليشيات واسمه رحمن حاج احمدي زار واشنطن الصيف الماضي، على الرغم من ان الأميركيين يقولون إنه لم يجتمع مع اي مسئول حكومي اميركي اثناء هذه الزيارة. ومن الطبيعي ان تتحاشى الولاياتالمتحدة الظهور بمظهر المتعاون مع احمدي وزملائه بالنظر الى ان حزب العمال الكردستاني على قائمة الجماعات الإرهابية، وهو يشكل المظلة الأوسع التي ينضوي تحتها حزب الحياة الحرة. وللجماعتين هدف واحد هو الحصول على حقوق جديدة وحكم ذاتي جديد للأكراد في تركيا وايران. والجماعتان لهما زعامة مشتركة وتتقاسمان الإمدادات وتعلنان الولاء للزعيم الكردي المسجون في تركيا عبد الله اوجلان. ولكن ما هي العلاقة بين هذين الحزبين على الحدود التركية والإيرانية وبين الأكراد العراقيين مثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ثم ما هي الأيديولوجية السياسية للأكراد على حدود تركيا وايران. سوف نناقش هذين السؤالين. عن صحيفة الوطن العمانية 29/10/2007