لماذا يبرع العرب في خسارة حلفائهم؟ عبدالله ربحي لماذا أصبحت الهند من اهم حلفاء تل ابيب على الصعيد العسكري ومن الذي قلب المعادلة لتصبح الهند مؤسس حركة عدم الانحياز في ايام نهرو وعبد الناصر وداعمة القضايا العربية الحليف الآسيوي العسكري الاول لاسرائيل وشريكا استراتيجيا في العديد من مشاريع التسلح وزبونا للصناعات العسكرية والالكترونية الاسرائيلية . الجواب على هذا التساؤل هو جواب ذو شجون، فالعلاقات بين الهند والدول العربية اقتصرت على التبادل التجاري وهي حاجة خاضعة لتقلبات السوق والاسعار ولا تعني شراكة استراتيجية بأي شكل من الاشكال وعلى استيراد الايدي العاملة وهي حاجة لا منة فيها لاحد على آخر كما تخبط العرب في العقود الماضية بين علاقاتهم بالهند وباكستان ومال بعضهم لجهة باكستان لدوافع دينية ومال الآخر لجانب الهند نكاية بباكستان حليفة واشنطن الدائمة ولم يؤسس العرب لشراكة استراتيجية حقيقية مع اي من الدولتين الا على الصعيد التجاري الذي يبقى محكوما بمصالح السوق لا غير، أما اسرائيل فقدمت الهند ما لم يستطع اي من العرب تقديمه وباتت شريكا أمنيا أهم من العرب مجتمعين في نظر نيودلهي ولتعرف السبب فيمكنك الاطلاع على سجل العلاقات العسكرية بين البلدين ففي العام 2000 وقعت الهند على صفقة اولى لشراء منظومة الصواريخ الاسرائيلية براك بحجم نحو 300 مليون دولار. وتحولت الهند في السنوات الأخيرة الى مشتري السلاح شبه المركزي للصناعات الامنية الاسرائيلية. وتزود الجيش الهندي بطائرات دون طيار بقيمة أكثر من نصف مليار دولار. وعلى جدول الاعمال يوجد الآن التوقيع على اتفاق جديد لتوريد طائرات دون طيار بقيمة نحو ربع مليار دولار أخرى. وفي العام الماضي وقع سلاح البحرية الهندي على صفقة لشراء طراز متقدم من صاروخ براك بمدى أبعد. وهذه الصفقة بحجم نحو نصف مليار دولار. وكشفت وزارة الدفاع الهندية عن توقعات بقيام الهند بشراء أسلحة بمبلغ 30 مليار دولار بين عامي 2007 و2010 وخلال عام 2006 اصبحت اسرائيل أكبر مورد أسلحة الى الهند بعد روسيا بمعدات عسكرية قيمتها 1‚6 مليار دولار باعتها الى الهند. وهنا لا تلعب الهند دور المشتري فقط، فضمن برامج التسلح يتفاوضان على انتاج مشترك لأنظمة دفاعية مختلفة وهذا يعني قرب تحول الهند الى بلد مصدر لا مستورد للمنظومات الدفاعية . حيث قررت الهند مؤخرا انتاج جيل جديد من الصواريخ ارض جو تقدر تكلفته بنحو 2‚5 مليار دولار. في عام 2005 أقامت الصناعات الجوية الاسرائيلية الى جانب الصناعات الجوية الهندية شركة مشتركة للالكترونيات العسكرية. الشركة الجديدة «هيلا»، بدأت بصيانة منظومات إسرائيلية اشتراها الجيش الهندي. في السياسة الدولية تحافظ على اصدقائك اذا استطعت تقديم شيء لهم لا يستطيع ان يقدمه احد سواك، فماذا يستطيع العرب ان يقدموا لاصدقائهم ما دام جميع أصدقائهم القدامى وحتى « النامين» منهم تمكنوا من دخول أسواق العالم الصناعية وخاصة في المجال العسكري فيما تبقى سوق الصناعة العربية مقتصرة على المنتجات الاستهلاكية. عن صحيفة الوطن القطرية 22/10/2007