من الواقع محمد فوده خسرت أمريكا بالأمس سبعة من خيرة جنودها في العراق عندما أسقطت المقاومة العراقية طائرة نقل هيليوكبتر من طراز شينوك في جنوب البلاد. حاول المتحدث باسم الجيش الأمريكي التعمية علي سبب الحادث فأعلن أنه وقع نتيجة لعطل فني.. لكن المستشار الاعلامي لقوات التحالف أكد أن نيرانا معادية وراء تحطم الطائرة. الحادث يؤكد أن المقاومة العراقية مازالت قوية وتوجه ضربات موجعة للقوات الأمريكية رغم التقارير التي تقول إن هذه المقاومة تراجعت وأن الامن بدأ يستتب في هذا البلد الذي فقد حتي الآن مليونا من أبنائه منذ الغزو الامريكي. كانت القوات الأمريكية قد فقدت 14 من جنودها في حادث مماثل في 14 أغسطس عام 2007 عندما اسقطت المقاومة طائرة هيليوكبتر في شمال البلاد. والحادثان يوضحان ان المقاومة العراقية تتلقي اسلحة متقدمة من جهة ما في استطاعتها التغلب علي التكنولوجيا الأمريكية التي تتباهي دائما بأنها علي أعلي مستوي من التطور. فإذا أخذنا في الاعتبار أن قوات حلف شمال الاطلنطي تعاني صعوبات في افغانستان علي يد قوات طالبان حيث يتساقط جنود هذه القوات يوميا وتجتاح طالبان قري ومدناً وتسيطر عليها تماما الأمر الذي دعا أمريكا أن تقرر سحب وحدات من جنودها في العراق وارسالها إلي افغانستان لمساندة قوات الاطلنطي.. كل هذا يعطي مؤشرا بأن هناك مساعدات عسكرية وتخطيطا دقيقا لإجهاد قوات الغزو في البلدين.. العراق وأفغانستان. هل نستطيع أن نقول إن روسيا بدأت تدس أنفها في البلدين بعد ان توترت العلاقات بينها وبين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي بسبب موقفهما من اجتياح روسيا لجورجيا. لقد وصلت العلاقات بين روسيا من جهة وبين كل من امريكا وأوروبا من جهة اخري إلي مرحلة توحي بأن الحرب الباردة بدأت تعود من جديد. وأن شهر العسل بين المعسكرين الذي بدأ بعد سقوط ما كان يسمي بالاتحاد السوفيتي انتهي.. وان روسيا تحاول أن تقول: أنا هنا.. ومازلت قوة عظمي أستطيع أن أقف في وجه المعسكر الآخر بكل قوة. لقد كانت أفغانستان وطالبان علي وجه الخصوص هي القاعدة التي يلعب عليها الطرفان لمحاربة كل منهما الآخر.. فعندما غزت روسيا "الاتحاد السوفيتي سابقا" هذا البلد أثناء الحرب الباردة أمدت أمريكا قوات المقاومة الافغانية بالسلاح والخبراء لطرد الجنود السوفيت.. وعندما غزت امريكا افغانستان كانت الحرب الباردة قد انتهت. فلم تتدخل روسيا. والسؤال الآن: هل بعد اجتياح القوات الروسية لجورجيا وغضب امريكا وأوروبا نستطيع ان نقول إن الحرب الباردة عادت من جديد. وأن روسيا بدأت ترد الصاع صاعين إلي امريكا وأوروبا؟! الأيام القادمة هي التي ستجيب علي هذا السؤال في ضوء ما نرصده من قوة أو ضعف المقاومة في كل من العراق وأفغانستان. عن صحيفة المساء المصرية 21/9/2008