أفريكوم مهمة رايس الصعبة ممدوح طه حملت الجولة الأخيرة للوزيرة الأميركية كوندوليزا رايس في دول المغرب العربي، ثلاثة عناوين معلنة «الحرب على الإرهاب» و«وحقوق الإنسان» و«العلاقات الثنائية»، بالإضافة إلى عدد من العناوين غير المعلنة لكنها تسربت من خلال البيانات والتصريحات التي صدرت من المصادر المختلفة للدول المغاربية العربية الأربع.
وفي حين لوحظ حضور عنوان «حقوق الإنسان» وغياب عنوان «الديمقراطية» في هذه الجولة، والذي كان العنوان الأبرز في عناوين السياسة الخارجية الأميركية ما بعد 11 سبتمبر 2001.. لوحظ أيضا أن عنوان «أفريكوم» كان هو الحاضر الغائب، والهدف البحث عن من يقبل أن يكون مقرا للقيادة أو القاعدة العسكرية الأميركية الجديدة في أفريقيا «أفريكوم»، لتكون ممرا إلى منابع النفط في أفريقيا، تحت غطاء العنوان المعلن «الحرب على الإرهاب».
ومع ذلك لا نعلم يقينا إلا ما هو معلن، بينما لا نعلم ما لم يعلن بشأن هذه النقطة المؤثرة لا في العلاقات المغاربية الأميركية فقط، بل الأفريقية الأميركية أيضا، وحول ما انتهت إليه نتائج هذه الجولة التي بدأت بليبيا وانتهت في المغرب مرورا بتونسوالجزائر، والتي لاحظ المراقبون فيها بوضوح اختلاف درجات الحرارة أو البرودة في استقبالها من بلد إلى آخر.
لكن ما نعلمه يقينا هو أن الرئيس الأميركي بوش أمر في السابع من فبراير 2007 بتشكيل القيادة العسكرية الأميركية الجديدة لأفريقيا (أفريكوم) بحلول 30 سبتمبر 2008، بقيادة مارشال لتنسيق المصالح الأمنية والعسكرية الأميركية في القارة، وقال بيان البيت الأبيض «نعتزم التشاور مع القادة الأفارقة لكيفية مواجهة التحديات الأمنية «الحرب على الإرهاب».
وسنتعاون مع شركائنا الأفارقة لاتخاذ قرار بشأن الموقع المناسب للمقر». وكما تقول صحيفة «المانيفستو» الإيطالية «الواقع أن بوش قرر إنشاء الافريكوم، مثلها مثل تشنتروم» و«وايوكوم»، بحجة العمل على محاربة الإرهاب في إفريقيا، ولكن يبدو أن النفط هو الذي يمثل الهدف الأقرب إلى التصديق..»، وبذريعة الحرب على الإرهاب زاد التواجد العسكري الأميركي في العالم، واستخدمت الشركات النفطية الأميركية القوات العسكرية وقوات الأمن الإفريقية من اجل حماية مصالحها وللحرب من أجل النفط..
وكان الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، قد صرح بأن الهدف من الحرب هو النفط ليس إلا.. فأميركا في العراق أصلا للحرب من اجل النفط العراقي وليس للحرب ضد الإرهاب.. وهى كذلك في أفريقيا.
لهذا رفض العديد من القادة الأفارقة إيواء «أفريكوم» لأن خطط مكافحة الإرهاب الأميركية ستؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في القارة، وقد عبرت جنوب أفريقيا عن هذا الرفض من قبل، فهل نجحت رايس في تسويقه في شمال أفريقيا؟!
ما يطمئن أن ما أعلن في ليبيا التي سبق لها طرد القواعد العسكرية الأميركية، هو أن العقيد معمر القذافي حذر بشدة من أي وجود عسكري أميركي مباشر في القارة، مؤكداً أن الأفارقة سينظرون إليه على أنه وجود استعماري مرفوض، وما كان معلنا في الجزائر هو المعارضة الشديدة للرئيس بوتفليقة لهذا التواجد، بينما لم يكن الموقف بذات الوضوح في تونس والمغرب..
إلا إن الأطماع الأميركية في إفريقيا لا تخفى على أحد.. ولهذا فمهمة رايس لتسويق أفريكوم قبل 30 سبتمبر تنفيذا لأمر بوش، تبدو صعبة للغاية لأنها لعب في الوقت الضائع! عن صحيفة البيان الاماراتية 9/9/2008