أبناء وطن واحد أنور صالح الخطيب رغم الشك في النوايا الحقيقية لمبادرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعلانها الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني من سجونها إلا أننا نأمل أن تشمل دفعة الأسري الفلسطينيين الذين وافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي علي الإفراج عنهم الأسري الذين قضوا عقود طويلة في الأسر وبعضهم مثل الأسير الفلسطيني سعيد العتبة الذي دخل العقد الثالث وهو قيد الأسر. مهما كانت نوايا الاحتلال شريرة خاصة أنها ستستغل الفرصة ولا شك لإطلاق سراح أسري فتح بالدرجة الأولي لتعميق الانقسام الفلسطيني -الفلسطيني يجب أن لا تكون هذه المناسبة للمناكفة بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني فالأسري المفرج عنهم أبناء الشعب الفلسطيني ممن قضوا زهرة شبابهم خلف قضبان السجن لينعم الوطن بالحرية والاستقلال. لا شك أن إسرائيل تحاول من خلال الإفراج عن هؤلاء الأسري ابتزاز السلطة الفلسطينية ومنع وزيرة الخارجية الأمريكية من ممارسة ضغوط علي تل أبيب خلال زيارتها للمنطقة الأسبوع المقبل عن طريق الإيحاء أن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لم تصل إلي طريق مسدود أو كما قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي: إن إطلاق سراح الأسري يأتي ك إجراء لبناء الثقة بهدف تعزيز عملية السلام والحوار ، كما يهدف إلي توضيح أن مسار الوسطية والمفاوضات والوفاق سيثمر عن نتائج ملموسة وكبادرة حسن نية تجاه الرئيس محمود عباس . ما قد يحدث- وهو متوقع - أن حكومة الاحتلال التي ستستغل عملية الإفراج عن الأسري الفلسطينيين أسوء استغلال ستعمد إلي الإفراج عن الأسري ممن شارفت محكومياتهم علي الانتهاء مع إضافة عدد من الأسري من ذوي المحكوميات العالية إلي القائمة والرد الفلسطيني علي ذلك يجب أن يكون واضحا لا لبس ليس برفض الإفراج عن الأسري الذين اختار الاحتلال الإفراج عنهم بل بالتوضيح أن السلطة الفلسطينية لن ترضخ للابتزاز ولن تقدم أية تنازلات لقاء الأسري المفرج عنهم من سجون الاحتلال. نفرح لخروج أي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال حتي لو بقي من مدة محكوميته يوما واحدا أو ساعات فالإفراج عن الأسري ليس منة من حكومة الاحتلال وجيشها فهؤلاء مقاتلون من اجل الحرية وكان علي السلطة الفلسطينية وقبلها منظمة التحرير الفلسطينية التي قادت المفاوضات مع حكومة الاحتلال أن تضع قضية الإفراج عن الأسري علي رأس المطالب التي لا تنازل عنها واعتبارها أولوية. الشعب الفلسطيني سيستقبل أسراه بأهازيج الفرح وزغاريد الأمهات والجدات ولن يقع في فخ التقسيم الإسرائيلي للأسري علي أساس الانتماء السياسي ففي النهاية جميع الأسري هم فلسطينيون أولا وآخرا. عن صحيفة الراية القطرية 18/8/2008