الإرهاب الهندوسي في بلوشستان وعيون الأممالمتحدة الحولاء !
* سمير حسين
سمير حسين تسعى باكستان للعيش في سلام مع الهند ، وتجتهد في تطوير علاقاتها بجارتها على أساس التعايش السلمى والاحترام المتبادل ، والانخراط في الأنشطة التجارية والاقتصادية ذات الاهتمام الصادق لتطوير منطقة جنوب آسيا ودفع الاقتصاد للازدهار في المنطقة.
لكن مما يؤسف له أن هذه الطموحات والأحلام تتبخر في هواء جنوب آسيا ممزوجة بمشاعر العجز وعلامات اليأس بسبب التصلب الهندي.
والأسف يعود إلي حقيقة أن القادة الهندوس يترسخ في وجدانهم أن أي تقارب مع الباكستان هو بداية نهاية حياتهم السياسية ، ولذلك تعتمد معالجة جميع المسائل ذات الصلة مع باكستان بروح العداوة وعلامات الازدراء.
وبالتالي فإن كل خطوة أو قرار يتخذه هؤلاء القادة لا بد أن يكون مخلوطًا بعلامات من الرفض والتأفف ومغلَّفًا بغلاف الكراهية لباكستان. ويكون صميم برامجهم السياسية مستندا إلى سياسة الكراهية التي تظهر باكستان بأنها العدو الأول والرئيس ومن هنا تأتي قراراتهم في طريق عرقلة أية عملية سلام بين البلدين.
ومن ناحية القيادة الباكستانية فإنها تبدي دائما تعاونًا صادقًا بقلب مفتوح لتطبيع العلاقات مع الهند. ففي قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ المصرية بذل رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا جيلاني محاولات صادقة لاقناع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج باستئناف عملية السلام. وأكدت تقارير صحفية أن رئيس الوزراء الباكستانى ناقش تورط الهند في الإرهاب عبر الحدود في بلوشستان.
وكان ذلك بأدلة قوية دامغة ومقنعة فما كان من رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج إلا أن وقع على الإعلان المشترك الذي يفيد بأن الهند سوف تتخذ إجراءات عقابية ضد مرتكبيها.
وهذا اللقاء بين رئيسي الوزراء الذي جرى على هامش قمة عدم الإنحياز بشرم الشيخ جلب شعورًا بالتفاؤل بأن عملية السلام بين الهند وباكستان سوف تُسْتأنف دون ربط ذلك بأي شروط للإرهاب. وهذا التطور يبدو معقولا لأن الكل أدرك الحاجة إلى وجود حوار سلمي لحل كافة القضايا الخلافية بين الهند وباكستان.
وهذا بالتأكيد من شأنه أن يسهل التصدي للمشاكل الحقيقية التي تؤثر على حياة عامة الناس على حد سواء في كلا الدولتين الجارتين ، تحقيقا لتطلعات الشعوب في العيش في سلام.
كان من الصعب على الصحفيين الذين حضروا قمة شرم الشيخ الاعتقاد بأن الانفراج في عملية السلام قد تحقق. وبالتالي فقد علق عدد منهم على البيان المشترك الذي وقعه (جيلاني – سينج) في شرم الشيخ بأن البيان المشترك كان يمثل نجاحًا للدبلوماسية الباكستانية وأن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج سوف يواجه مقاومة شديدة من المعارضة في "لوك سابها" أي البرلمان الهندي .
وهو ماحدث بالفعل فقد ثارت المعارضة في وجه سينج لمجرد أنه وقع على بيان مشترك مع باكستان يعترف فيه بأن هناك إرهاب هندي في بلوشستان ، أو أن هناك من يدعم الإرهاب في بلوشستان من الهند.
وهو الأمر الذي أدى إلى انتكاسة جديدة في أي مباحثات سلام بين نيودلهي وإسلام أباد من شأنها التوصل إلى حلول للقضايا الأكثر تعقيدا بين الجارين اللدودين وهي قضية كشمير ، وأعاد الحديث عن السلام بين الهند وباكستان إلى المربع صفر.
ومسألة تورط الهند في زعزعة الاستقرار في بلوشستان أصبحت من الأمور الجلية الواضحة البيان خصوصًا بعد اعتراف سينج في بيان مشترك على هامش قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ ، كما اتهم وزير الداخلية الباكستاني "رحمن مالك" عبر لقاء صحفي أجري معه، نيودلهي بتهريب الأسلحة إلى المتطرفين والإرهابيين في محافظة بلوشستان سراً عبر جنوبأفغانستان.
ومما لا ريب فيه أن هذه الإشارة إلى بلوشستان بما يفيد وجود أياد خفية للهند في الاضطرابات التي تشهدها المحافظة وغيرها من المحافظات الباكستانية الأخرى ، سوف تكون لها تداعيات أمنية وسياسية على نيودلهي في المدى البعيد. وبالنظر إلى لعبة الأرجوحة الدبلوماسية التي تتبادل الصعود فيها على حساب الدولة الأخرى من وقت إلى آخر ، فقد نظرت إسلام آباد إلى هذه الإشارة الأمنية الأخيرة الواردة في محتوى البيان المشترك بينها ونيودلهي ، على أنه انتصار دبلوماسي لها ، بينما بدأ البعض استغلاله للأغراض الدعائية المعادية للهند.
وهذا التورط يتم من خلال القنصليات الهندية الموجودة في قندهار ولاشكار جاه عاصمة اقليم هلمند الأفغاني. حيث أن الوجود الهندي في أفغانستان وفر لهم الفرصة لتخطيط وتنفيذ أنشطة التجسس والتخريب في بلوشستان ، للانتقام من حركة الحرية في كشمير المحتلة.
ويقوم جهاز المخابرات الهندي بتأجيج الاضطرابات في بلوشستان ، لدفع باكستان من رفع قبضتها من كشمير. بالإضافة إلى ذلك تستخدم المخابرات الهندية الأراضي الأفغانية لشن هجمات إرهابية داخل باكستان.
ومع ذلك فإن الدعاية الهندية فعالة جدا واقتحامية، حيث تظهر قضيتها عن طريق استخدام النفوذ الأمريكي بأنهم هم الذين يتعرضون لما يسمى ب(الإرهاب الإسلامي) الذي ينطلق من أرض باكستان ، منكرين بذلك أي تورط هندي في الإرهاب عبر الحدود في بلوشستان رغم أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قدم لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج من الأدلة ما يؤكد تعرض باكستان للإرهاب الهندوسي المنطلقا من بلوشستان .
إلا أن الهند لاتزال تصر على الإنكار والزعم علي غير الحقيقة أنها لم تشارك في أية أنشطة إجرامية في بلوشستان ، فهل يقوم المجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة ومعهم أمريكا والدول الأوربية بمنع الارهاب الهندوسي خاصة وأن هذه الدول الاوربية ومعهم امريكا قاموا بتجييش الجيوش لاحتلال العراق وافغانستان وقتل مئات الالاف من النساء والاطفال وتدمير القري والمدن علي رؤوس اصحابها بحجة التصدي للإرهاب الإسلامي المزعوم .