الحرب .. مسألة انتخابية أنور صالح الخطيب أحد أهم أسباب التوتر في المنطقة وعدم الاستقرار فيها ومن أهم نتائجه الارتفاع الكبير في أسعار النفط تهديدات المسئولين الاسرائيلين عن قرب ضرب المفاعل النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل يشكل خطرا علي أمنها وأنها مضطرة للدفاع عن نفسها في وجه التهديدات الإيرانية؟ من آخر التصريحات التي تزيد الطين بلة - كما يقولون - ما نشرته صحيفة صاندي تايمز البريطانية آخر الشهر الماضي نقلا عن مصادر عسكرية أن إيران وجهت صواريخها نحو مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي باعتباره أحد الأهداف التي يمكم ضربها في حال تعرضها لهجوم نووي؟ وزاد شافتاي شافيت وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد في مقابلة مع نفس الصحيفة بالقول أن إسرائيل لديها عام واحد لتدمير المنشآت النووية الإيرانية وإلا ستواجه خطر التعرض لهجوم ذري إيراني . معتبرا أن أسوأ السيناريوهات أن تمتلك إيران السلاح النووي خلال حوالي عام والوقت المتبقي لمواجهة ذلك يضيق أكثر فأكثر . ولم يعتبر مسئول الموساد السابق أن اقتناء إسرائيل لنحو 150 قنبلة ذرية يدخل في باب السيناريوهات السيئة والتي تهدد مستقبل المنطقة بأسرها أيضا. إذا وضعنا هذه التصريحات إلي جانب تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الذي حذر إسرائيل من مهاجمة إيران مؤكدا أن الدولة العبرية تقع في مرمي الصواريخ الإيرانية ولا يمكن للنظام الصهيوني - رغم كل قدراته - مواجهة قوتنا وقدرتنا الصاروخية. والي جانب ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية عن أن إسرائيل شاركت بأكثر من مئة طائرة في مناورات مع اليونان في المتوسط في وقت سابق من شهر يونيو - قد تكون استعدادا لاحتمال شن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية -. فإننا نخرج بنتيجة واحدة أن المواجهة بين إسرائيل وإيران هي مسألة وقت فقط وان مرحلة عض الأصابع المستمرة منذ فترة طويلة بينهما قد تنتهي أن تلجأ إسرائيل إلي ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية ستكون كفيلة بإشعال المنطقة بأسرها. المشكلة أن الموضوع الإيراني دخل في الأجندة السياسية الداخلية للأحزاب الإسرائيلية وفي أجندة الطامعين بكرسي رئيس الحكومة المقبل فأصبحت موضة الهجوم علي إيران والدعوة إلي ضربها قضية انتخابية وطريقة لجذب الأصوات في الانتخابات واستقطاب الناخبين وأسلوبا لترسيخ الزعامة يدلل علي ذلك تصريحات شاؤول موفاز وتصريحات بن اليعازر اللذين أدليا بدلوهما في الموضوع الإيراني أملا بنيل صولجان الزعامة في إسرائيل. عن صحيفة الراية القطرية 21/7/2008