((أسباب نكبات الأمة)) * يوسف الدعيكي والمقصود بالأمة هنا ، الأمة العربية ، لا الأمة الإسلامية ، وان كان كلاهما مكملا للأخر ولا يمكن فصلهما عن بعضهما دون أن يفقد كلتهما هويته ، فالعرب هم الذين ارسوا دعائم الأمة الإسلامية، وأمدوا بقوة السيف في أطرافها شرقا وغربا وعن طريق قوافل التجارة والتبشير شمالا وجنوبا، ومن صلبهم وأرضهم خرج نبي الأمة الإسلامية ، وبلغتهم هبط الوحي بكتاب الله العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والإسلام هو من كان له فضل توحيد العرب وإعلاء شأنهم، وتهذيب سلوكهم ومسلكهم وتنشئتهم على عقيدة العروة الوتقى التي لا انفصام لها.. ولان الإسلام قد حباه الله برجاله المخلصين المنتشرين بكل أرجاء الدنيا ، وحماه وحفظه من كل ما من شأنه أن ينكبه .. ولان الأمة الإسلامية أصبحت وبفضل الله سبحانه وتعالى مترامية الأطراف وأصبحت خارج نطاق تغطية الخلافة إن وجدت ، بحيث لا يمكن جمع شملها إداريا أو قانونيا ولا حتى التحكم في مواقيت صلاتها وصيامها وإفطارها ، لهذا فلن يوحد هذه الأمة إلا عقيدتها وقبلتها وشهادتها بأنه( لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله) .. ولان لكل قوم لغة وعادات وتقاليد وتاريخ ووطن وان اجتمعوا على دين واحد .. ولأنني عربي انتمي إلى امة العرب، واكتب بلغتهم ، ولأنها من أكثر الأمم تعرضا للنكبات ، لهذا سيكون حديث هذا المقال خاصا بقومي وبأمتي ، امة العرب ، هذه الأمة التي فضلها الله على سائر الأمم وشرفها بحمل رسالة الإسلام ورفع راية التوحيد ، وخصها بكل ما هو عظيم ابتداء من موقعها الجغرافي ومرورا باعتدال مناخها وابتعادها عن مناطق الكوارث الطبيعية ووصولا بالثروات العظيمة الهائلة التي وهبها الله لها ، الأمر الذي جعل منها امة محسودة على الدوام ومستهدفة عبر الزمن ، فكل ذي نعمة محسود ، ومطموع فيه ، ومما لا شك فيه بان لكل هذه المزايا وهذه النعم نصيب الأسد فيما لحق بالأمة من نكبات ، فالنعمة التي لا يعرف أو لا يستطيع من وهبت له المحافظة عليها تكون نقمة ووبال عليه ، إلا أن هناك أسباب أخرى قدر لها أن تلعب دور كبير في تفاقم الأزمات واشتداد النكبات ، وهذه الأسباب هي دون غيرها من ستكون هدف ومحور هذا المقال .. وان أول هذه الأسباب وأشدها خطرا وأقدمها زمنا وأطولها عمرا( مصيبة اليهود) أبناء عمومة العرب ونكبتهم المستمرة ، وما من احد يجهل دورهم التاريخي في التخطيط وابتكار وصناعة المصائب والنكبات للعرب منذ اللحظة الأولى لميلاد أبو العرب ( إسماعيل عليه السلام ) بعد أن ولدته أمه ( هاجر) واصطحبهما أبو الانبياء( إبراهيم عليه السلام) لواد غير ذي ماء ولا زرع تلبية لرغبة وأوامر زوجته ( سارة) التي ضاقت درعا بإسماعيل وأمه ، فأكرم الله إسماعيل وأمه بعد شديد العناء بماء زمزم، وجعل من ذلك المكان الميت أقدس وأطهر وأجمل بقاع الدنيا، ومقصد كافة الخلق من كل فج عميق ، وبدأت بشائر النعم تهل على العرب ، ومعها ابتدأ مشوار الصراع العربي اليهودي ، واستمر بشكل خفي غير معلن عن طريق إيقاع البغضاء بين القبائل العربية وجعلها تتناحر على أتفه الأسباب ومدها بالمال والسلاح والوقوف تارة مع هذا وتارة مع ذاك لكي يبقى العرب دائما في فرقة وكراهية وتتطاحن ، ولعل ما كان بين الاوس والخزرج قبل أن يؤاخي الإسلام بينهما لخير دليل على ذلك ، وعلى هذا المنوال استمروا حتى لحظة ظهور الإسلام ، وتأكد لليهود الذين كانوا على يقين تام من أن نبي جديد يكون خاتم الأنبياء والمرسلين على وشك الظهور إلا أنهم كانوا راغبين وزاعمين من انه لن يكون إلا من ملتهم ، وفي مقدمة المعتقدين بذلك احد زعمائهم وأكثرهم حقدا وعداء وطعنا في الرسول والعرب المسلمين ( شاس بن قيس) وحينما أدرك وأدركوا بأنه عربي قرشي اشتطوا غيضا واشتعلت في قلوبهم المريضة ألسنة لهيب الحقد وراحوا يتفننون في عدائهم للرسول الكريم وأتباعه ويزرعون الفتن ويدعمون كفار قريش بالمال والسلاح لمحاربة المسلمين بل ودخلوا معهم في مواجهات بعد أن نقضوا ما كان بينهم وبين الرسول من عهود ومواثيق فكانت تلك المواجهات وبالا عليهم ، فنكل بهم وطردوا من مدينة الرسول شر طرده ولم يبق منهم سوى من دخل الإسلام صدقا أو رياء ، أما الذين اسلموا نفاقا فقد استمروا بزرع الفتن ووضع الأحاديث الملفقة عن الرسول و آل بيته وكان اشهرها وأكثرها تأثيرا حديث ( الإفك ) لما كان له من دور جلل فيما بعد ، بما حدث من خلافات بين المسلمين لازلنا نعاني أثارها حتى تاريخ اليوم ، أما من طردوا وتشتتوا في الأرض فلم ينته بهم الأمر عند هذا الحد إنما اخذوا هم أيضا يناصبون الرسول والعرب والمسلمين العداء عن طريق تأليب القبائل والبلاد التي يمرون بها أو يستقرون فيها وهم على حالهم وبشتاتهم وحقدهم هذا حتى منتصف القرن العشرين تاريخ نشأة ما يسمى بدولة اليهود التي وجدت على ارض فلسطين العربية بوعد ممن لا يملك لمن لا يستحق ، وان بين عهدي( الخنزير شاس ) احد خنازير يهود يثرب والسفاح شارون زعيم اليهود الصهاينة تخللت هذه الفترة الزمنية الطويلة العديد من النكبات والمصائب التي لحقت بالأمة العربية وكانت جلها عبارة عن مؤامرات ودسائس وقتل جماعي غيلة وغدرا ، فاليهود ومنذ القدم ليسوا بأهل مواجهة وهم يعلمون جيدا بأنه لو حصلت بيوم ما بينهم وبين العرب مواجهة مباشرة حتما ستكون فيها نهايتهم ، لذلك هم يعمدون دائما إلى المكر والخديعة والخبث وهي من اشهر صفاتهم ، ولان الحقبة ما بين شاس وشارون تزيد على أربعة عشر قرن من الزمن ، ولأنها احتوت على أحداث ووقائع كثيرة جدا بحيث يصعب سردها بمقال ، لهذا سندع لمن يرغب بمعرفة ما حدث للعرب بين عهديهما أن يطالع مؤلفات الصراع العربي الصهيوني وسوف يجد فيها العجب العجاب وقد يصاب بالغثيان لهول ما سيتطلع عليه ، أما عن عهد الخنزير شارون فقد تم بواسطة التقدم العلمي الذي شهدته البشرية توثيق بالصوت والصورة كل الجرائم التي ارتكبها اليهود الصهاينة في حق العرب من مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا إلى مجازر جنين ورفح، وجريمة دفن الأسرى المصريين وهم أحياء ، إلى مساهمتهم الفعالة في نشوب حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران ، إلى دورهم الشيطاني القذر في غزو العراق للكويت ، وتدمير القدرات العسكرية للجيش العراقي بحرب الخليج الثانية التي تجرأ فيها أسير الأمة وكبش فدائها الزعيم البطل صدام حسين رحمه الله ، وقام بضرب إسرائيل بصواريخ طورت عراقيا لهذا الغرض والتي انطلقت من داخل العراق لتمر فوق أراضي عربية وأمام أنظار نساء العرب اللائي عانقت أصوات زغاريتهن هدير الصواريخ التي دكت إسرائيل في عقر دارها في منظر جميل خلاب حدث لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، و سيمر زمن طويل دون أن يتكرر ، وقد منح بذلك صدام للعرب فرصة ثمينة لخوض غمار حرب الخلاص النهائي مع اليهود الصهاينة لو أنهم وقفوا معه وقفة رجل واحد في هذه الحرب المعلومة أهدافها سلفا ، إلا أن العرب البواسل خذلوه وتركوه لوحده بساحات الوغى يجابه أعتى قوة في التاريخ يحركها الحقد الصهيوني اللعين وبرر قادة وزعماء العرب وبعض مثقفيهم هذا الخذلان بانعدام الحكمة لدى الساسة العراقيين ، وعلقوا على ضربه لإسرائيل بأنه تهور لا فائدة منه وأنها مجرد ( رشقات ) صاروخية لا ثاتير لها ومنهم من قال ( بتعمل حفرة أدي كده ) وذلك لتقليل من أهمية القصف الصاروخي الجريء الذي تعرض له أعداء الأمة ، في محاولة منهم لامتصاص غضب اليهود وحلفائهم من جهة وعدم جعل الشعوب العربية من أن تلتف حول القائد البطل الشهيد صدام حسين من جهة أخرى ، وذلك من باب الجبن والخوف والحسد والغيرة المذمومة ، مانحين بذلك اليهود وعبيدهم الأمريكان فرصة ذهبية للقضاء على صدام وجيشه وقتل روح الأمة وكسر كبريائها وإذلالها عن طريق إذلال رمز قوتها وإظهاره في أبشع صورة لم يظهر بمثلها أي قائد لأي امة عبر التاريخ ، لتعيش بعدها امة العرب حالة من الإحباط الشديد ولتتذوق مزيدا من مرارة الهزيمة والانكسار وتعيش المذلة في انتظار نكبة جديدة تضاف لما تلقته من نكبات على أيدي اليهود عبر الزمن .. ولعمري أن اليهود هم اكبر مصائب العرب ولكي يتخلص العرب من هذه المصيبة الأبدية ليس أمامهم إلا طريقين اثنين لا ثالث لهما.. إما أن يتحد العرب ويجبرون اليهود على المواجهة المباشرة ويخوضون معهم حرب حاسمة مهما كلفهم ذلك من ثمن .. أو يرضخ العرب لليهود رضوخا تاما وينفذون لهم كل طلباتهم ورغباتهم وأمانيهم ولو كانت منافية لدينهم ومهينة لكرامتهم ويعيشون طول الدهر عبيدا وخدما لهم .. أما ثاني أسباب النكبات فيكمن في عملية الاختلاط وامتزاج أمم أخرى بالأمة العربية كنتيجة حتمية للفتوحات الإسلامية , ولقرب مواقعهم الجغرافية من موطن العرب فقد سهل من عملية الالتحام لفترة طويلة من الزمن ، بل أن بعض هذه الأمم قد ذاب داخل جسد الأمة العربية ذوبان السكر بالماء ، ورغم أن هدف العرب من تلك الفتوحات كان ساميا وتمثل في نشر دين الله الذي جاء به الرسول محمد ( ص ) للناس كافة، ولم يكن أبدا من اجل السيطرة والهيمنة أو من قبيل التوسع ، ورغم إنهم نشروا الإيمان والعلم والعدل بكل البلاد التي منّ الله عليهم بفتحها ، إلا أن بعض من ينتمي لتلك الأمم ظل يحقد على العرب معتبرينهم غزاة سلبوهم أوطانهم ودكوا عليهم حصونهم وقلاعهم ، وتعايشوا هؤلاء القوم مع العرب ولكن بأفكارهم ولغاتهم وعادتهم وتقاليدهم وكانوا بمثابة عضو زرع بجسد ليس بينهما تطابق في الأنسجة ، مما أنهك العضو المزروع الجسد ، وجعله أكثر إعياء وتعب ، تماما هذا ما حدث بين الأمة العربية و بالتحديد بين كل من ، امة الأتراك وأمة الفرس وأمة الأكراد .. أما الأتراك فقد كفانا الله شرهم منذ ما يزيد على قرن من الزمن حينما طردوا من بعض البلاد العربية بسبب انتفاضة أهلها عليهم بعد أن حكموا الأمة العربية باسم الدولة العثمانية لأكثر من أربعة قرون كانت فترة كفيلة جدا لجعلنا نتأخر عن باقي الأمم بمئات السنين ، وخروجهم أيضا مذلولين من باقي البلاد أمام زحف الاستعمار الأوربي الحديث تاركين العرب يواجهون مصيرهم المحتوم دون أي عون منهم يذكر لكي يتأكد الجميع بأنه عند الشدائد لا يدافع عن الأمة إلا رجالها ولا يموت في سبيل الوطن إلا أبناؤه المخلصون ، ويبقى الغريب غريب الدار ولو كان على دين أهلها ، وهاهم الأتراك اليوم قد انسلخوا تماما عن الأمة العربية ويلهثون خلف الانضمام للمنظومة الأوروبية ، ودخلوا حلف الناتو وتحالفوا مع إسرائيل سرا وعلانية ، بل كادوا أن ينسلخوا حتى عن الإسلام أيضا ، ولولا وجود المآذن التي يعلوا بها ذكر الله على أرضهم وفيهم قلوب يغمرها الأيمان ، لحق فيهم الجهاد والفتح من جديد .. أما الفرس بلاد كسرى فبالرغم من أنهم لم يتسنى لهم حكم العرب إلا أن لهم تأثير كبير جدا على المناطق المجاورة لهم و ذلك بعد أن استطاعوا أن يستغلوا الخلاف على الخلافة والذي وقع بين علي بن أبي طالب كرم الله وجه ورضي عنه وأتباعه، وبين معاوية وأتباعه شر استغلال فنفذوا بسهامهم المسمومة من خلال هذه الثغرة إلى قلب الأمة العربية ففرقوا شملها بين سني وشيعي ، وخلقوا لهم كعبة جديدة يحجون إليها ويتبركون بها، ويطوفون حولها وهم يندبون ويلطمون الأجساد والخدود في منظر يبعث على الاشمئزاز والتقزز ، ولا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ، معللين ذلك بندمهم على عدم وقوفهم مع علي والحسين رضي الله عنهما وعدم مناصرتهم لهما ، مناديين بأحقيتهما في الإمامة وهم على حالهم هذا رغم مرور قرون على ما حدث من صراع على السلطة الدنيوية بين المسلمين تاركين فروضهم ووجباتهم الدينية والإنسانية والوطنية و يبكون على خذلان أجدادهم لعلي وابنيه رضي الله عنهم جميعا غير مكثرتين بما أصاب أرضهم وعرضهم ودينهم على أيدي الغزاة الطامعين الذين دنسوا بأحذيتهم القذرة مراقد الأئمة ومركز الخلافة الإسلامية واحرقوا مقدساتهم واغتصبوا بنات الحسن والحسين ومرغوا أنوف كرامهم بتراب وغبار أبوغريب وأذلوا كبرياء أشرافهم الذين يعتزون بأنهم من انساب أل البيت ، ورغم كل ما حدث لهم فهم مازالوا ينتظرون فتوى من أبي المراجع السيد (السستاني) مفتي المسلمين الشيعة وحامي حمى ديارهم تسمح لهم بالقتال والدفاع عن ما تبقى لهم من شرف وكرامة ، فهو وحده من له الطاعة في هذا ، أما الله ورسوله وما أمرا به من أعداد للقوة وحث على الدفاع عن الدين والمقدسات و العرض والمال فلا داعي لطاعتهما وتنفيذ أوامرهما ، هكذا هي معتقداتهم وهكذا هم ، أما نحن فجد واثقون لو أن علي كرم الله وجه وابنيه بعثوا للدنيا من جديد لما ترددوا لحظة واحدة في قطع رؤوس كل من تشيع لهم وندب ولطم وشق الخدود عليهم وطاف حول قبورهم ، وأطاع بيوم الزحف غير الله والرسول وانتظر في ذلك فتوى من أي مرجعية غير كتاب الله وسنة نبيه.. أما الأكراد امة صلاح الدين الأيوبي ذلك البطل المسلم الذي وحد العرب والمسلمين في مواجهة الغزو الصليبي وانتصر عليهم وقهرهم وحرر بيت المقدس ، والذي يئن اليوم في قبره حزنا وخجلا على ما اقترفوه أبناء قومه من خيانة وغدر للعرب سواء بصراعهم المستمر مع الصهيونية أو بحربهم مع أعدائهم الغزاة الطامعين الصليبيين الجدد ، ولان معظم الأكراد اليوم عملاء مأجورون لا همّ لهم إلا تحقيق حلمهم القديم وهو تكوين دولة مستقلة مهما كلفهم ذلك من ثمن ، ولهم الحق في ذلك فهم بالنهاية ليسوا ( عرب ) ، ولم يعد يشرفهم ذلك ، مثلما قال احدهم وبأحد الفضائيات العربية وبَعيد سقوط بغداد ( يريدونني أن أكون عربيا ، وأنا اقلع عيني ولا أكن عربي ) ومن خلفه أفراد من قومه يرقصون طربا لهزيمة العرب وقهر رمز هيبتهم وتدنيس عاصمة رشيدهم ، فهل بعد هذا من أمل في هؤلاء القوم بان يكونوا مخلصين لأمة أخرجتهم يوما من الظلمات إلى النور وحمتهم وجعلتهم أسيادا أحرارا بعد أن كانوا عبيدا للفرس والروم ، وطالما أنهم راغبون بالانفصال فالأفضل أن يكون لهم ذلك ، خيرا من أن يبقوا طابورا خامسا بين ظهرانينا .. أما عن ثالث أسباب نكبات الأمة العربية فيعود وللأسف الشديد لزمرة من أبنائها أن كانوا فعلا من أبنائها الشرعيين وغير ملوثة دماؤهم ، لان ما فعلوه ويفعلوه بأمتهم يدل على أنهم ليسوا من صلبها وان الدماء التي تسري في عروقهم ليست دماء عربية نقية ، وان كانوا حقا أبناءها ودماؤهم طاهرة زكية فلماذا إذن ارتضوا بأن تهان وتقهر وتهزم وتذل أمتهم ، وهي خير امة أخرجت للناس ، ولكن الفعل عادة ما يدل على الأصل، وبالأفعال( الزينة ) تعرف أصول الرجال ، ولكن هم ليسوا برجال ولم تكن لهم بيوم أفعال زينة ، وقبل التطرق لبعض أفعالهم المشينة يجب التعريف على من ينتمون لهذه الزمرة ، إنهم العملاء والخونة وبعض مثقفي الأمة وأنصاف مثقفيها والبعض ممن يسمون برجال الدين و أئمة المسلمين مفتي الساسة والحاجة وأصحاب الفخامة وذوي الألقاب المحليةوالمستوردة ، وطواغيت الأمة وحراسهم وجلاديهم وبصاصيهم ، ولصوص ثروات الأمة من بعض من اؤتمنوا عليها كبيرهم وصغيرهم، ومروجي المخدرات والدعارة ،وأصحاب الأقلام المأجورة ، ورؤساء ومدراء وكتاب ومحرري الصحف والمجلات الصفراء التافهة ، والمواقع الالكترونية الدنيئة والمنافقين من الشعراء ، ومعدي ومقدمي البرامج المسمومة والقائمين على المحطات الفضائية العميلة ، ومنتجي ومخرجي وممثلي الأعمال الفنية الهابطة ، هؤلاء هم احد أسباب نكبات الأمة وضياعها وهم المعوقات والعراقيل أمام نهوضها واسترجاعها لعافيتها وماضيها وأمجادها وهؤلاء هم سبب انكسارها وهزيمتها وذلها وهوانها على الناس ، فهؤلاء هم من باع الأمة لأعدائها بأبخس الأثمان ، وهم من خانها وتأمر مع أعدائها ، وهم من روج لثقافة الأعداء وديمقراطيتهم ، وشوهوا الدين الإسلامي وحرفوا في أحكامه وأفتوا بما يتناسب ورغبات الحاقدين عليه ، وهم من هيمن على مقاليد الأمة وشئونها وسلبوا ونهبوا ثرواتها واستولوا على مصادر الرزق فيها ، وبددوا أموالها على عاهرات وحانات أوروبا وعلى عملائهم المرتزقة ، وعلى عبثهم ووسائل حمايتهم و أمنهم ، وعلى مادحيهم وملمعيهم بما ليس فيهم ، وهم من شتت شمل الأمة للحفاظ على مكتسباتهم و كراسيهم ، وعذبوا وشردوا خيرة أبنائها، وتسببوا في إدمان بعضهم ، وغيبوا فكر البعض الأخر بأعلامهم الموجه وأذلوا وقهروا بسطاء الأمة وجعلوهم عبيدا للحاجة ، لا هدف لهم بهذه الدنيا إلا لقمة العيش والتي لا يتحصلون عليها إلا بشق الأنفس ، رغم أن أمتهم من أغنى الأمم وأكثرها امتلاكا لأهم الثروات الطبيعية في العالم ، ورغم أن حجم استثمار أموال الأمة العربية ببنوك أمريكا وبريطانيا فقط وصل إلى(800) مليار دولار في حين أن اكبر دول الأمة ومركز ثقلها( مصر ) قلب العروبة النابض ترزخ تحت وطأة فوائد الديون المستحقة لتلك الدول المستثمر لديها والتي كبلتها وكبلت دورها التاريخي في حماية الأمة وشد أزرها ، إنها فعلا مفارقة عجيبة ومضحكة !!! وبالنهاية هم أيضا من أساءوا للمرأة الحرة العربية التي أنجبت الأبطال الفاتحين وأظهروها بأفلامهم وأغانيهم ومجلاتهم امرأة خائنة شهوانية راقصة لعوب تتاجر بعرضها وشرفها من اجل تحقيق بعض المكاسب المادية بالوقت الذي مازلنا نتذكر فيه قول احد الحرائر العربيات ذات يوم بأنه(( تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها)) أي لا تكتسب رزقها عن طريق إرضاع أطفال الآخرين ، هكذا هي المرآة العربية وهكذا كانت ، فماذا ابقوا لها من عز ؟!!! بل وماذا ابقوا لامتها من كرامة وعز ومكانة ؟!!! هؤلاء الذين من جعل من الأمة بعد أن كانت امة عظيمة ، أضحت أضحوكة بين الأمم .. فهذه هي الأسباب ، فهل هناك يأمتي من حلول ؟ !! أما أنني قد ناديت حيا ، ولكن لا حياة لمن أنادي !!!