عبد الله فلاتة لا غياب ولا نقص هناك فرق تعرف كيف تحسم المباريات المصيرية والهلال زعيم لذلك ولم يخيب ظني ولا توقعاتي بقدرته لحسم اللقاء وهزيمة الشباب والتأهل لنهائي كأس سمو ولي العهد، فقد دخل الفريق دون مهاجم آسيا الأول ياسر القحطاني وأحد أبرز المحترفين في ملاعبنا الليبي طارق التايب وظهير الجنب مسفر القحطاني رغم الغياب المؤثر للثنائي ياسر وطارق إلا ان الهلال اكتمل بدرا أمام الشباب ليس لأنه فاز بالمباراة ولكنه سيطر عليها بأداء جماعي وكرة منظمة قادته للفوز وكما هي عادة أنديتنا في النظرية النفسية المعاكسة للفيزيائية (النقص يولد القوة) فنحن نتأثر كثيرا بالنفسيات فكان الزعيم في أبهى حضور ليلة السبت الماضي وجديرا بالكسب والتأهل وعلى مدار التسعين دقيقة كان يمضي نحو خطف البطاقة الأولى. أما الشباب فهو الآخر لم يخيب الظن فهاهو يخذل جماهيره عندما تكتمل الترشيحات إلى جانبه وعلى العكس عندما يستبعد منها وكلنا يذكر نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الموسم قبل الماضي كيف فعلها آنذاك بثلاثية على الصفر ومن أمام الهلال وعندما وقفت الترشيحات والظروف إلى جانبه في أكثر من مناسبة فضل أن يكون ضيف شرف وهي مشكلة على إدارة خالد البلطان أن تجد لها حلا فالفريق الحالي يضم كوكبة من النجوم ومشكلة النجوم الأبدية الأزلية الثقة المفرطة في القدرة على الحسم متى أرادوا وينسوا أن الوقت ليس ملكهم ولا ينتظرهم فتجرعوا الهزيمة والخروج المرير كما أن الفريق افتقد للتموين الجيد للهداف الخطر ناصر الشمراني وهي مشكلة أخرى لفريق يضم تخمة من النجوم فلا أحد يخدم الآخر وحتى الظهيرين زيد المولد وحسن معاذ بدآ وكأنهما يسيران بالكرة إلى المرمى أو إلى خط الآوت على اقل تقدير وعدم الانسجام بين كوماتشو ومارتينيز ويندرج الوضع مع ناصر الشمراني والمجرشي بعد دخوله. وارتباك الدفاع تكفل بتوثيقه فيصل العبيلي علما أن وليد عبد الله لا يتحمل الهدف ويعد نجم المستقبل للحراسة السعودية ولعلنا نتوقف كثيرا وطويلا على عبارة معلق اللقاء عبر قناتنا الرياضية ناصر الأحمد عندما ولج هدف الهلال فردد قائلا (نيران صديقة) وهي عبارة تستخدم في الحروب عندما تضرب الجيوش المتحالفة بعضها البعض فكيف ولماذا نستخدم عبارة تنم عن الحرب والعدوانية في منافسات رياضية وحتى وإن جاء الهدف برأس أو قدم هلالية فهو من ناد شقيق وليس عدوا، وقد تحدثنا كثيرا عن العبارات العدوانية والحربية وضررها على المشاهدين والنشء بالذات ولكن لا فائدة فلا حياة لمن تنادي . عن صحيفة المدينة السعودية 3/3/2008