القاهرة: صدر حديثاً عدد خاص من مجلة "الهلال" حول الكاتب العربي اليمني علي أحمد باكثير الذي أثرى الثقافة العربية بعشرات الكتب في الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، والترجمات، وجاء هذا العدد من مجلة "الهلال" للإحتفاء بهذا الكاتب الكبير في سبيل إعادة قراءة نتاجاته. ووفقاً لصحيفة "العرب" القطرية قدم د.أحمد درويش قراءة لمسرحية "دار ابن لقمان" تحت عنوان "تقاطعات الإبداع المسرحي والتأويل التاريخي"، ويسجل الدكتور يوسف نوفل أن إسهام باكثير المسرحي الجاد والفعال بدأ منذ حضوره إلى مصر، ودراسته مسرح شكسبير، حيث أغرم بذلك الفن، ثم بدأ الغيث المسرحي ينهمر فكان المسرح القومي منذ 1947 يفتتح مواسمه بأعمال باكثير ومنها: سر الحاكم، ومسمار جحا، كما عرضت مسرحيتاه شهرزاد ومضحك الخليفة ثم توقف المسرح عام 1954، ولما أنشئ مسرح التلفزيون ظهرت مسرحيتاه: جلفدان هانم، وقطط وفيران كما قدم له مسرح الدولة مسرحية "حبل غسيل" وإن طرأ على هذا العمل تعديلات شوهته. وتحت عنوان "باكثير.. إخاء ربع قرن" كتب وديع فلسطين مشاهد من سيرة باكثير، ويأسف الدكتور عبد العزيز المقالح لأن باكثير الشاعر الرائد قد فارق الحياة بعد أن أصدر عشرات المسرحيات والروايات، لكنه لم يصدر ديواناً شعرياً واحداً، لولا أن تصدى لهذه المهمة الشاقة الدكتور محمد أبو بكر حميد الذي أمضى 25 عاماً باحثاً ومنقباً عن كل صغيرة وكبيرة في حياة باكثير وأدبه. ويلاحظ الدكتور حلمي محمد القاعود أن باكثير يستلهم التاريخ بكثرة في أعماله الفنية ويعالج من خلاله الواقع والمستقبل، وكتب الدكتور محمد أبو بكر حميد عن موقف باكثير من فرعونية مصر وعروبتها وأورد ما قاله باكثير حول الحضارات الفرعونية والفينيقية في بلاد الشام والسبئية والمعينية في اليمن والبابلية في العراق أمجاداً لسكان هذه البلاد من الأقدمين الذين هم أجداد عرب اليوم في هذه الأقطار. كما كتب د.عبد الحكيم الزبيدي مقال عن شعر باكثير وقضاياه، وناقش رشيد اركيبي الرؤية الفنية للتاريخ في روايات باكثير التي يرى فيها أنها صدرت في جلها عن رؤية تاريخية إسلامية متكاملة ومتميزة من حيث بعدها الفكري وأدائها الفني. وعن قضية فلسطين في مسرح باكثير قال محمد عرابي انه لم ينشغل أديب عربي بقضية فلسطين مثلما انشغل بها باكثير فقد جعلته أربع مسرحيات طويلة عن فلسطين واليهود في طليعة الأدباء العرب الذين اهتموا بها.