صدر مؤخراً كتابان جديدان للشاعر سعدي يوسف. الأوّل هو "قصائد الحديقة العامة" الذي يضمّ نصوصاً كُتِبَتْ بين الحادي عشر من سبتمبر 2007 والرابع والعشرين من يونيو 2008 أما الثاني فهو الأعمال الشعرية - المجلد السادس، عن الدار نفسها. يقع المجلد السادس وفق صحيفة "الزمان" اللندنية في أكثر من خمسمئة صفحة، ويضمّ ستّ مجموعاتٍ شعرية هي بالترتيب كما تأتي: "صلاة الوثنيّ"، "حفيد امرئ القيس"، "الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة"، "أغنية صيّاد السمك"، "قصائد نيويورك"، "قصائد الحديقة العامّة". وسوف يوقِّع الشاعر المجلد السادس من "الأعمال الشعرية" في المعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء أواسط فبراير هذا العام. هذا، وقد صدر المجلد الأول من "الأعمال الشعرية" للشاعر في بغداد عام 1979، ليعاد طبعه، ثانية، في بيروت عام 1979، أثناء وجوده في العاصمة اللبنانية، خلال الحرب الأهلية، بعد أن غادر بلده، ذلك العام، بشكل نهائي، لأسباب سياسية، وما يزال يقيم في منفاه، بعد أن أقام في عواصم عربية وأجنبية عدة مثل بيروت ودمشق وقبرص وعدن وبلجراد وباريس، وأخيرا لندن. يعنى سعدي يوسف بالقصيدة اليومية، البسيطة، التي تتأمل حياة الناس والكائنات، ومصائرهم، فهو من الشعراء العرب القليلين الذين شغلهم الشكل الفني واستحداث لغة شعرية تستجيب للحكاية الإنسانية. كما كتب قصائد مهمة، تصور المنعطفات السياسية الحادة التي مر بها العراق، كالحروب والدكتاتورية والمنفي، وتصدى للاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، مع الإشارة بالأسماء الصريحة إلي رموز السلطة المحلية التي تشكلت بعد الاحتلال. يقول في قصيدته "الوقتُ مُحْكَماً": منذ الآن، ستدخلُ في قوقعةٍ أصلبَ قوقعةٍ تَنْدى في الفجرِ الأوّلِ كي تَظْمأَ طولَ اليومِ . الساعاتُ خطوطٌ والأعوامُ دوائرُ والتاريخُ هو اللحظةُ . هل أنت سعيدٌ ؟ هل أنتَ شقيٌّ ؟ هل ترغبُ في أن تخرجَ من هذي القوقعةِ القوقعةِ/ الحُلْمِ القوقعةِ / الحِصنِ القوقعةِ المُلْتَفّةِ حولَ قميصِكَ مثلَ قِباءِ رصاصٍ ؟ حسناً! ماذا تفعلُ في آخرةِ الليلِ لو اخترقتْ جدرانَ القوقعةِ الصيحاتُ... الصيحاتُ النُّعْمى صيحاتُ البطِّ البرّيّ ؟