بغداد: وضعت الهيئة العامة للآثار والتراث بالعراق خطة لإنقاذ بعض المواقع الأثرية التي تعرضت للتجاوزات والنبش العشوائي، مؤكدة أن البعثات التنقيبية للهيئة قامت بالتنقيب في11 موقعاً في محافظات البصرة وميسان وواسط وبابل وكربلاء والنجف والديوانية. واكتشفت 2000 قطعة أثرية جديدة، فضلاً عن معابد تعود إلى الحضارة السومرية إلى جانب اكتشافات علمية ستعلنها الهيئة في حينها، مشددة وفقاً لجريدة "اليوم" السعودية على أن الهيئة العامة للآثار والتراث مستمرة في هذه التنقيبات في المواقع الأخرى، فيما يقدر مسئولون في مجال الثقافة والآثار في العراق في تصريحات ل "اليوم" أن عدد قطع الآثار التي استردها العراق بين أربعة آلاف وسبعة آلاف قطعة أثرية من أصل 15 ألفاً فقدت خلال عمليات السلب والنهب التي رافقت دخول القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها إلى بغداد في التاسع من أبريل 2003. وفيما أعلن وزير الدولة للسياحة والآثار العراقية محمد عباس العريبي تسلم العراق أكثر من 700 قطعة أثرية تعود لمختلف العصور التاريخية من الحكومة السورية، مؤكداً أن أغلب القطع الأثرية كانت قد سرقت من المتحف العراقي بعد 2003، وأن جهود وزارته أسفرت عن استعادة نحو 3400 قطعة أثرية في الأشهر الستة الماضية، قال كامل شياع مستشار وزارة الثقافة أنه لا توجد أرقام دقيقة عن مجمل الآثار المسروقة من المتحف الوطني لأن قسما منها لم يدوّن في سجلات المتحف ومنها قطع دمرت داخل المتحف خلال عملية النهب، وقد تمكنت الوزارة وهيئة السياحة والآثار من إعادة سبعة آلاف منها من خلال تعاون دول الجوار والشرطة الدولية (الانتربول) . وحول عمليات النبش التي تجري في بعض المناطق العراقية والتي تضم في أرضها آثارا، نقل عن المستشار الثقافي قوله : إن هيئة الآثار تبذل جهودا كبيرة لكنها محدودة .. وان الحكومة دربت أكثر من 50 ضابطا على كيفية حماية المواقع الاثرية وهم الآن يقومون بحماية هذه المواقع المهمة، بعد ان تم تزويد قوات حماية الآثار بسيارات حديثة مخصصة لهذا الشأن، فضلا عن قيام الأجهزة الأمنية بالحماية من خلال الرصد عبر الأقمار الصناعية أو مراقبتها عن بعد . وتفيد مصادر أمريكية حسبما ذكرت "اليوم" أن حوالي 15.000 قطعة، إما تعرضت للسرقة اثر الغزو بقيادة الولاياتالمتحدة في مارس 2003، أو تشتتت في الشهور والسنوات التي سبقت بدء الصراع، وقد استعيد نصفها تقريبا، إلا أن المسروقات وتشتمل على تعويذات، وقطع عاج آشورية، ورؤوس منحوتة، وأوان طقسية، وخواتم يعتقد أنها تدور في أوساط فنية وأسواق سوداء في العالم، وان الانتربول دخل في هذه القضية، كما مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، حيث تمكنا من تحقيق نجاحات مبكرة، ومن بينها استعادة 8 خواتم اسطوانية . وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة العراقية لوقف عمليات سرقة وتهريب الآثار العراقية، يتم الإعلان بشكل مستمر عن ضبط حالات جديدة من هذا النوع، إذ ألقت شرطة بابل، القبض على احد مهربي الآثار، الأسبوع الماضي، وضبطت بحوزته 37 قطعة أثرية كان ينوي بيعها شمال المدينة . وقال مصدر أمني بحسب "اليوم": أن أحد مهربي الآثار كان متوجها إلى قضاء المحاويل شمال مدينة الحلة لبيع القطع الأثرية التي بحوزته حيث كان متفقا مع عدد من المهربين هناك .. وأن مفارز من الشرطة لاحقته على طريق الحلة - المحاويل وألقت القبض عليه وبحوزته 37 قطعة أثرية متنوعة، وان اللقى الأثرية أحيلت إلى المختصين من الآثاريين لمعرفة عائدية الآثار المضبوطة . وأشار قائد عمليات كربلاء ومدير شرطتها اللواء رائد شاكر جودت الى انه تم العثور على مخبأ كبير للأسلحة في منطقة «الطار» الأثرية غرب المدينة يحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بوجود مخبأ للأسلحة في منطقة الطار الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وهي عبارة عن سلسلة من المرتفعات والكهوف المظلمة وتقع في منخفض ارضي كبير وتمتد من غرب كربلاء إلى شرق مدينة النجف . ومن جانبها .. حذرت الهيئة العامة للآثار من فقدان أربعة مواقع أثرية مهمة في محافظة ذي قار جراء ارتفاع مناسيب المياه في منطقة الاهوار، داعية كلاً من وزارة الدولة لشؤون الاهوار ومجلس محافظة ذي قار لإنقاذ أربعة مواقع أثرية وهي (تل شعيب، وتل الجلعة، وتل الجرباسي، وتل الجفة)، التي غمرتها مياه الاهوار، مبينة ان هذه المواقع تضم آثارا مهمة غمرت بالمياه التي تم ضخها إلى الاهوار ضمن جهود وزارة الدولة لشؤون الاهوار، وأن هذه المواقع التي تعود إلى فجر السلالات السومرية (3000- 2400 ق.م)، تقع على نهر الفرات القديم وتمتد من منطقة الخميسية إلى نهر عمر جنوبي مدينة الناصرية.