السؤال: أعمل في دولة أوروبية. فكيف أقدم الإسلام للناس هناك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: إن صورة الإسلام بتعاليمه السمحة واضحة تماماً للغرب علي الوجه الذي أراده رب العالمين. لأنهم اتصلوا بالحضارة الإسلامية اتصالاً مباشراً عن طريق الأندلس. وعرفوه من خلال الاتصال بأهله في بلاد الشرق والغرب. ولكن الصورة التي يصورون الإسلام بها هي من خلق طائفة منهم للتنفيث عن أحقاد تكنها صدورهم نحو الإسلام. ولا شأن لنا بإزالة تلك الأحقاد. ولكن واجبنا في هذا المقام يتلخص في النقاط التالية: * تصحيح المفاهيم من خلال سلوكنا نحن قبل كل شيء. * علينا أن نكون كتاباً حياً ومثالاً يمشي علي قدمين. * التعريف بتعاليم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة. وألا يتكلم في الدين إلا من كان ملماً بمصادره وأحكامه حتي لا نسيء للدين ونحن علي جهل من أمرنا. * فلنتذكر دائماً بأن الإنسان الغربي البسيط أمانة في أعناقنا وأن مواجهته بمنطلق الإدانة قد تفضي إلي البوار وقطع الصلة. * الإنسان الغربي يعاني في زمن الحداثة من فراغ روحي. وأن البديل الحتمي هو ضرورة الامتلاء الروحي بالسماحة والتعاون ونشر المودة والحب والسلام. لما رواه عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رجلاً سأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام. وتقرأ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف". وفي رواية أخري. يقول النبي - صلي الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" "أخرجه البخاري ومسلم". وفي معني الحديث يقول الإمام الشافعي: "إذا أراد أن يتكلم فليفكر. فإن ظهر له أنه لا ضرر عليه تكلم. وإن ظهر له فيه ضرر أوشك فيه أمسك". المصدر: جريدة "المساء" المصرية.