السؤال: حدث خلاف بيني وبين جاري الذي اشتري مني سلعة ودفع جزءاً من ثمنها ثم ادعي اعطائي المبلغ كاملاً وطلبت منه ان يحلف اليمين. لكنه امتنع فهل إذا حلفت انا يثبت الحق أم لا؟ ** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبد الرءوف رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية وعضو المجلس الأعلي للشئؤن الإسلامية فيقول: إذا حدث خلاف بين اثنين وادعي احدهما علي الآخر شيئاً وانكر المدعي عليه فإن المقرر فقهاً ان اليمين علي المدعي واليمين علي المدعي عليه وهذا ما اخرجه البيهقي في السنن الكبري وإذا استطاع المدعي ان يثبت حقه بالنية وهي وجود شاهدين عدلين فإن الحق يثبت له أما إذا لم يستطع ان يثبت حقه بالبينة فعلي المدعي عليه ان يحلف فإن امتنع عن الحلف قضي القاضي عليه. استدل الفقهاء علي ذلك بما اخرجه الإمام مالك في الموطأ عن سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما باع غلاماً له بثمانمائة درهم وباعه خالياً من العيوب. فقال الذي اتباعه لعبد الله بن عمر: بالغلام داء لم تسمه "أي لم تخبرنا به". فقال عبد الله: بعته خالياً من العيوب فقضي سيدنا عثمان علي عبد الله بن عمر ان يحلف بانه باع الغلام دون داء فأين سيدنا عبد الله أن يحلف وارتجع العبد فباعه عبد الله بعد ذلك بألف وخمسائة درهم. وما دام جارك لم يستطع ان يثبت حقه بالبينة وامتنع عن الحلف فإذا حلفت انت يثبت الحق لك. لذلك كان من الأفضل ان تكتب ما تم الاتفاق عليه. لأن الناس في زماننا هذا بين مماطل ومتناس من هنا كان كتاب الدين وما في حكمه أولي. المصدر: مجلة "حريتي" المصرية .