دمشق: قال الدكتور اديب ميالة، حاكم مصرف سوريا المركزي إن الازمة المالية العالمية الحالية طرحت الاستثمار الأجنبي المباشر كأحد الحلول الممكنة للخروج من حالة الركود الاقتصادي التي ضربت معظم دول العالم. جاء حديث ميالة خلال افتتاحه هنا اليوم فعاليات ندوة الاستثمار الاجنبي التي تقام بالتعاون بين مصرف سوريا المركزي ومركز المساعدة الفنية للشرق الأوسط التابع لصندوق النقد الدولي بمشاركة وفود من الدول العربية. وأكد ميالة أهمية الندوة التي تناقش موضوعاً مهماً هو الاستثمار الاجنبي المباشر والالية المثلى لتجميع بياناته الاحصائية بالشكل الذي يعكس الصورة الحقيقية للتدفقات الاستثمارية الداخلة والخارجة وتأثير ذلك على وضع ميزان المدفوعات. وأضاف أن أهمية الندوة تأتي أيضاً في ظل ما تشهده البيئة الدولية في الوقت الراهن من تحولات كبيرة كنتيجة حتمية للعولمة وثورة المعلومات والاتصالات التي أزالت الكثير من الحواجز امام انتقال رؤوس الاموال والاشخاص والسلع. وأشار إلى أن المنافسة اشتدت على المستوى الدولي لجذب رؤوس الاموال الاجنبية والشركات العالمية من خلال ازالة العوائق والعراقيل التي تحول دون دخولها السوق المحلية ومنحها حوافز وضمانات وتسهيل قدومها. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" تشديد ميالة على أهمية الدور الذي يلعبه الاستثمار الاجنبي المباشر كأهم الدعامات الاقتصادية الاساسية التي تعزز النمو الاقتصادي من خلال توفير التمويل اللازم لاقامة المشاريع الانتاجية ونقل التكنولوجيا والمساهمة في رفع مستويات الدخل الفردي وتوفير فرص العمل مشيرا الى ان الدول النامية تعول كثيراً عليه لحل المشكلات التي تواجهها كالفقر والبطالة. واوضح ان الحكومة السورية اولت اهمية كبرى لاستقطاب الاستثمار الاجنبي المباشر لجميع القطاعات الاقتصادية بما يعزز النمو الاقتصادي المتوازن حيث عملت على استصدار قوانين تشجيع الاستثمار وتقليص القيود التي كانت مفروضة على حركة رؤوس الاموال وتحويل الارباح والعوائد. ولفت ميالة الى دور البنك المركزي السوري في دعم جهود جذب الاستثمار الاجنبي من خلال احداث المصارف الخاصة التقليدية والاسلامية ورفع رأسمال الاولى الى 200 مليون دولار بدلا من 60 مليونا والاسلامية الى 300 مليون دولار بدلا من 100 مليون ورفع حصة الشريك الاجنبي في رأس المال الى 60% بدلا من 49% الامر الذي سيشكل عامل جذب مهم للبنوك الكبرى وذات السمعة العالمية المرموقة في الاوساط المصرفية.