السؤال: كنت أنصح بعض الإخوة فنهرني وقال لي: ليست هذه بنصيحة وإنما ذلك تأنيب. فهل هناك فرق بين النصيحة والتأنيب؟ * * يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد دق الفرق بين النصيحة والتأنيب حتي أنه قد خفي علي كثير من الناس. وقد بين أهل المعرفة الملامح الفاصلة بين ما يجوز وما لا يجوز. يقول ابن القيم: إن النصيحة إحسان إلي من تنصحه بصورة الرحمة له. والشفقة عليه. والغيرة له وعليه. فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة. ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلي خلقه. فيتلطف في بذلها غاية التلطف. ويحتمل أذي المنصوح ولائمته. ويعامله معاملة الطبيب المشفق للمريض.. ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن. وأما المؤنب فهو رجل قصده التعيير والإهانة وذم من أنبه وشتمه في صورة النصح. فهو يقول له: يافاعل كذا وكذا باستخدام الذم والإهانة في صورة ناصح مشفق. كما أن الفرق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يُعاديك إذا لم تقبل نصيحته. أما المؤنب فتزداد عداوته. وأنبه إلي أن للطاعة أحيانا سكرة تنسي الرشيد نعمة التوفيق في ترشيد دعوته. فيزهو بنفسه علي الآخرين علي نحو يقف به صف عُصاة من نوع آخر يكون مثلهم في حاجة إلي التذكير بالفرق بين النصيحة والتأنيب. المصدر: جريدة "المساء" المصرية.