تدشين متحف يروي عادات وتقاليد التونسيين في العصر الروماني بمناسبة إختتام فعاليات تظاهرة "شهر التراث" في تونس, جري تدشين "متحف كسرى للتراث التقليدي", بمدينة كسرى إحدى أقدم القرى البربرية التونسية الواقعة على بعد 170 كيلومترا شمال غرب العاصمة التونسية. علاقة الإنسان بمحيطه وتبلغ مساحة المتحف نحو 570 مترا مربعاً, ويقع فوق هضبة إرتفاعها قرابة 1250 متر، ويتكون من طابقين ويضم شواهد لعلاقة الإنسان بمحيطه وبالأدوات والوسائل المستعملة في حياته اليومية وفي حله وترحاله وأفراحه وأتراحه, وقد بلغت تكلفة إنجازه 350 ألف دينار تونسي "260 ألف دولار". ويحتوي المتحف على نحو مئتي قطعة آثرية تعود للعهد الروماني وأواني طينية وخزفية لخزن الأغذية والسوائل التي كانت تستعمل قديما في المطبخ التقليدي وأدوات الغزل والنسيج ونماذج من المنتجات الصوفية واللباس التقليدي الخاص بمناسبات الزواج وأدوات التجميل وبعض الحلي, كما يضم المتحف حاجيات الرضيع ولباس الأطفال ولوازم الختان وطقوس دفن الميت. ومن جانبه أوضح وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي أثناء التدشين أن هذا المعلم "يمكن اليوم الزائرين من التعرف على خصائص المعمار وإزدهار الفنون والإقتصاد والمجتمع في تلك الفترات بهذه المنطقة" القريبة من موقع زامة الأثري في ولاية سليانة حيث خاض هنيبعل معركته الأخيرة ضد روما, مؤكداً على أن التراث في تونس أصبح "ركنا أساسيا من أركان الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية اليومية لكل التونسيين ولم يعد الاهتمام به مقتصرا على أيام معدودة بل أضحى قطاعا حيويا يستأثر بالاهتمام على مدار السنة". ويشمل المشروع تحديث العديد من المتاحف بينها بالخصوص متحف "باردو" الواقع في ضواحي العاصمة "ومتحف سوسة الأثري "الساحل" اللذان يعدان من المتاحف ذات الشهيرة العالمية إضافة إلى متحف الفنون والحضارة الإسلامية برقادة "وسط" قرب القيروان, وفي البرنامج أيضا إحداث وتطوير عدد من المتاحف الأخرى في مدن جرجيس ودوز "جنوب" ونابل "شمال شرقي" والجم وسلقطة والمكنين "الساحل الشرقي" واوتيك "شمال غربي". ووضعت تونس منذ 2007 مشروعاً لإحياء التراث الثقافي وتحديث المتاحف لتنويع السياحة الثقافية بالاشتراك مع البنك العالمي.