بيروت: افتتح اتحاد المصارف العربية والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب بالتعاون مع مصرف لبنان المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2008 تحت عنوان "الاستثمار في الاستقرار". وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في كلمة القاها بالمؤتمر الذي رعى افتتاحه "ان بيروت لا تزال حاضنة آمنة لأعرق المصارف اللبنانية والعربية وساهمت عبر التشريعات المؤاتية والمؤسسات المصرفية الرصينة في تطوير العمل المصرفي العربي وتحديثه". وتطرق السنيورة الى الأزمة المالية العالمية معتبرا ان بعض اسبابها يعود الى ممارسات العديد من المصرفيين العالميين على مدى السنوات الماضية من الذين خرجوا فيها عن مبادىء العمل المصرفي السليم فيما اهمل البعض من المصرفيين الكبار ادارة المخاطر وراكم الديون غير المحمودة مع تضخيم الميزانيات المجمعة. ولفت السنيورة في كلمته التي اوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" الى التنبه لأهمية اعادة النظر في المعايير الدولية للمحاسبة والتدقيق بما يحقق المزيد من الافصاح والشفافية والتأكيد على اعتماد مستويات اعلى من الرصانة المالية في الممارسات والادوات المالية المعتمدة. واشار الى ان العالم العربي الذي استفاد من الفورة الاقتصادية العالمية على مدى السنوات الخمس الاخيرة محققا نسب نمو متميزة بما ساعد قطاعه المصرفي على التقدم قد يتأثر بتداعيات الازمة العالمية لجهة ما قد يتأتى عن الاحتمالات الكبيرة لدخول الاقتصاد العالمي في حالة من الركود الاقتصادي يشكل الهبوط المتسارع في اسعار النفط احدى اولى نتائجه. واعتبر ان البحث عن سبل "الاستثمار في الاستقرار" يشكل موضوعا في غاية الاهمية وان المحافظ الاستثمارية لبعض الدول والمؤسسات العربية قادرة على ان تتخطى الازمة بسهولة مستفيدة من انها ستكون في وضع افضل لاستخلاص الدروس والعبر الصحيحة من ما حدث. وشدد السنيورة على ضرورة "الالتفات اكثر الى داخل عالمنا العربي لتحفيز وتحريك قوى العرض والطلب الداخلية في بلداننا وتطوير وتوسيع اسواقنا الداخلية وبين بعضنا بعضا وازالة العوائق والعراقيل التي تمنع التعاون بين هذه الاقتصادات". من جهته قال رئيس مجلس ادارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه ان "هذه الازمة عالمية وتستدعي ردا عالميا منسقا يشارك فيه اللاعبون الاساسيون على الساحة ومنهم عالمنا العربي الذي يملك الاحتياطات المالية الكبيرة والمرشحة لاستمرار النمو بفعل وفرة احتياطات النفط والغاز". واعتبر طربيه ان لا بد من ان يكون للمجموعة العربية رأي في قضية اصلاح النظام المالي العالمي لأن الازمة اصابت التوظيفات والاستثمارات العربية في الاسواق الدولية بضرر بالغ مشيرا الى ان المؤتمر الحالي سيدفع باتجاه الدعوة الى انعقاد قمة مصرفية مالية عربية تواكب القمة الاقتصادية المقرر عقدها في الكويت مطلع العام المقبل. وقال طربيه "ان الانظار تتجه كلها الى الخليج العربي الذي تسجل اقتصاداته معدلات نمو لافتة ونشاهد ان تدفق الاستثمارات والثروات الى الخليج والصناديق السيادية بغالبيتها العربية وسيولتها الجاهزة ستعيد صياغة اسواق رأس المال في العالم المتعطشة الى السيولة" لافتا الى قوة ذلك اذا احسن استعمالها على الصعيد الدولي. وتساءل طربيه قائلا "لماذا لا يكون للمجموعة العربية بما تمثله من وزن ثقلا اكبر في التصويت وتمثيلا ارفع ومسؤوليات اكبر في اطار المؤسسات المالية الدولية" مطالبا بفتح الاسواق العربية - العربية امام حركة التجارة والاستثمار والمصارف بكل يسر وفعالية وحرية. بدوره أشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى ان "مصارفنا في العالم العربي تجارية وضعفنا ان بعضها وسع نشاطه ليشمل تمويل الاستثمار والاستهلاك دون فصل هذا النشاط عن المصرف التجاري وهو امر غير مسموح ان يحصل في لبنان". ودعا سلامة الى توسيع وتعميق الانخراط المصرفي العربي وايجاد عملة موحدة "لكي لا يبقى النمو والتبادل التجاري في منطقتنا مرتبطين بعملات غير عملتنا والتمويل من خلال مصارف ليس لها مصالح دائمة معنا". وقال سلامة ان تجمع المصارف العربية الموجود في كل انحاء العالم العربي باستطاعته ان يلعب دورا رياديا في حمل الحكومات العربية على تبن جدي لنظام مالي عربي جديد. يذكر ان المؤتمر الذي تمتد اعماله حتى غد الجمعة يشارك فيه رؤساء وممثلو عدد كبير من المصارف والمؤسسات المالية العربية فضلا عن مشاركة بعض حكام المصارف المركزية العربية.