يعد المتحف الوطني للآثار بعدن كما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" نواة المتاحف في اليمن والجزيرة العربية لما يتمتع به من خصوصية وتفرد، وما يحتويه من لقى أثرية وكنوز وتنوع خصب يؤرخ لحقب متعددة من التاريخ. وأوضحت الدكتورة رجاء باطويل مديرة عام الهيئة العامة للآثار والمتحف بعدن لوكالة الإنباء اليمنية "سبأ"، أن المتحف الوطني للآثار بعدن الذي افتتح عام 1930م يحتضن بين جدرانه عدد من القطع الأثرية التاريخية تتمثل في ألواح وتماثيل رخامية ونقوش وعملات ذهبية وفضية وبرونزية وتماثيل أخرى من البرونز، بالإضافة إلى قطع أثرية تخص "عشيرة ملوكاوسان" والتي غادرت المتحف للمشاركة في المعرض الدولي في باريس تحديداً في معهد العالم العربي عام 1997م وجابت تقريباً معظم الدول الأوروبية خلال فترة ثمان سنوات تقريباً. وأشارت إلى أن هذه القطع عادت إلى العاصمة صنعاء عام2005م وتعثر وصولها إلى عروشها الأصلية في القاعة الكبرى في المتحف الوطني للآثار بعدن بالرغم من المذكرات من قيادة المحافظة للجهات المختصة لإعادة تلك القطع. وقالت: من أهم القطع الأثرية الأخرى التي يحويها المتحف أيضا الآلهة" ذات حميمو" التي أعادها الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من نيويورك إلى القاعة الكبرى في المتحف، منوهة بأن هذه القطع كانت قد سجلت ووثقت في سجلات المتحف عام 1958م . وفيما يخص متحف التراث الشعبي الذي تأسس عام 1991م وافتتح رسمياً في اكتوبر1992م كأول متحف في ظل الجمهورية اليمنية قالت الدكتورة رجاء "عند التجول في هذا المتحف تجده يتحدث عن دورة نشاط حياة الإنسان كاملة منذ الولادة وحتى الوفاة وما صاحب هذه الحياة من إبداعات حرفية ومعمارية فنية وعادات وتقاليد". وأوضحت أن هذا المتحف يحتوي أيضاً على عدد من قطع الحلي الفضية النادرة والأحجار الكريمة وبعض الأدوات والآلات المختلفة الأغراض الجلدية والخشبية والفخارية والأزياء الشعبية اليمنية النادرة والأسلحة التقليدية كالرماح وصك من العملات كنماذج مما صك في عدن خلال فترة الرخاء والازدهار. وأشارت مديرة الهيئة العامة للآثار والمتاحف بعدن إلى أن تاريخ جميع هذه القطع يعود إلى فترات قديمة مختلفة تتحدث عن تاريخ مسلسل علمي منها ما هو يمني أصيل ومنها ما تأثر بعلاقة اليمن مع القرن الإفريقي حتى وصل إلى جزيرة "بريليوس" اليونانية وحضارة الهند والصين والفرس واليهود وغيرها من الأجناس التي سكنت عدن وامتزجت تلك الثقافات مع الاحتفاظ بخصوصياتهم. وأضافت "هذه القطع تم الحصول على معظمها من خلال البعثات الأثرية التي زارت ونقبت في اليمن منها البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان عام 1950 - 1952م برئاسة "وندل فليبس" و"بعثة انجرامس" البريطانية وبعثة" جام وبعثة طومسون "و"بعثة مسترادود" و"البعثة الفرنسية" برئاسة البروفيسور الدكتورجاكلين بيرن ثم" البعثة الفرنسية" برئاسة "جون فرانسوا برتيون" وكذا "ريمي ادوانو البعثة اليمنية الروسية المشتركة برئاسة المركز اليمني للأبحاث الثقافية وإدارة الآثار والبروفيسور الدكتور بطرس جريز نيفتش. وتابعت الدكتورة رجاء:" بعدها استمرت الأعمال المشتركة برئاسة العالم اسكندر سيدوف ثم البعثة اليمنية الألمانية الروسية المشتركة برئاسة الدكتور فوكت ثم البعثة الوطنية اليمنية بكادرها اليمني المؤهل التي تعمل في كثير من المحافظات". وأوضحت أن هذه المتاحف تضم أيضاً بعض القطع المهداه والمشتراه من بعض هواة جامعي التحف وكان ذلك بعد الاستقلال بالإضافة إلى بعض الشخصيات الاعتبارية التي قامت بإهداء المتاحف ببعض القطع القيمة وكان ذلك في بداية الثمانينات، مشيرة إلى أن جميع تلك المصادر موثقة ومسجلة في السجلات المتحفية و يعود أقدم توثيق وتسجيل إلى عام 1938م. وحول المعارض التي شاركت فيها هذه القطع قالت باطويل "أهم المعارض الخارجية التي شاركت فيها القطع معرض الكويت والقاهرة وموسكو وارمينيا ومعرض العالم العربي (باريس - المانيا - السويد - اسبانيا - نيويورك) وغيرها من عواصم الدول الأوربية" بالإضافه إلى مشاركتها على المستوى المحلي في معرض الصورالقديمة لمدينة عدن في وزارة الثقافة ومعرض الصور في مكتبة باذيب للبعثة الفرنسية اليمنية المشتركة ومعرض أهم القطع النقدية (العملات) في متحف الآثار بعدن ومعرض الصور القديمة للمعالم والمواقع الأثرية في عدن ومعرض عن التراث من الأزياء الشعبية ومعرض لنتائج حفريات وادي ضراء في محافظة شبوة والذي أقيم في متحف عدن ومعرض خاص عن دور الحضارة اليمنية وعلاقاتها التجارية مع العالم القديم ومعارض مختلفة عن دور اليمن التجاري وعلاقاتها بالعالم الخارجي القديم (خاص بالعملات) وكان آخر هذه المعارض بالمشاركة مع مطار عدن الدولي خلال العام الجاري في معرض خاص بالطرق التجارية القديمة لليمن البرية والبحرية والتشريعات الخاصة بتنظيم الحياة التجارية في اليمن. وطالبت مديرة الهيئة العامة للآثار والمتاحف بعدن الجهات المختصة بضرورة تأهيل وإعادة تأهيل المتاحف بكادرها وبناها التحتية لتغدو مصدر جذب سياحي، لتكون رافداًَ لاقتصاد الدولة، وكذا ترميم وصيانة المتاحف وإعادة القطع المشاركة في المعارض الدولية والتي عادت إلى أرض الوطن.