الصالون الإعلامي يناقش تأثير الشبكات الاجتماعية على حرية الصحافة جانب من الملتقى الإعلامي الكويت : ناقش الصالون الإعلامي في ندوته التي أقيمت أول أمس قضية تأثير الشبكات الاجتماعية على حرية الصحافة والعمل الإعلامي حيث استضاف الصالون أستاذ الإعلام الدكتور على دشتي والإعلامي حسين جمال وعضو المكتب السياسي للحركة الدستورية الإسلامية أسامة الشاهين وأدار الندوة المدون الكويتي داهم القحطاني الذي أكد على أن الشبكات الاجتماعية من فيس بوك وتويتر وغيرها أصبحت تلعب دوراً ليس بالقليل في عالمنا العربي. وقد بدأت الندوة بحديث الدكتور على دشتي الذي أكد على مجردة فكرة الصالون في حد ذاتها إنما تشير إلى الديمقراطية وتؤكد على مفهومها لقدرتها على أن تجمع عدد من المتحدثين كلهم يجلسون على مستوى واحد الأمر الذي يرسخ لمبدأ التعامل الديمقراطي وتقبل الآخر. وأشار دشتي إلى أن الأزمات دائماً ما تصنع هذا الزخم الذي نشهده على شبكات التواصل الاجتماعي وتسائل عن مدى تأثير هذه الشبكات على الإعلام التقليدي وعلى حرية الصحافة. وقال أنه استخلص ذلك من خلال مراقبته للنشاط الالكتروني لمستخدمي الشبكات الاجتماعية في الكويت عندما توفي سمو الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح أمير الكويت وأيضاً أثناء حملة نبيها خمس. وأكد على أن أي نشاط على الإنترنت لا يكون له تأثير ملحوظ إلا عندما يصل إلى رجل الشارع ساعتها يكون تأثير هذه الشبكات الاجتماعية غاية في الأهمية. بينما أشار إلى إشكالية أخرى لمستخدمي الإنترنت خصوصاً في التعاطي مع الأخبار وهي مسألة مصدر الخبر، مؤكداً في الوقت ذاته على ظهور ما يعرف بالمواطن الصحفي أو صحافة المواطن والتي ساعدت شبكات التواصل الاجتماعي على ظهورها بشكل كبير في الآونة الأخيرة. من ناحية أخرى أكد دشتي على أن الفيس بوك وتويتر ما هما إلا مجرد أدوات تؤدي وظيفة محددة، وأن المشكلة عند البعض أنهم لا يعرفون من يجلس خلف لوحة المفاتيح ولا يعرفون توجهاته وأفكاره. مؤكداً على أن شبكات التواصل الاجتماعي ليست بديلة عن الصحافة التقليدية مشيراً إلى أهمية هذه الشبكات في إحداث نوع من أنواع التواصل القوي بين الجماهير فما حدث في مصر وتونس دليل قاطع على قدرة هذه الشبكات على الحشد والتواصل بين الناس بشكل سريع جداً. من جانبه أكد الإعلامي حسين جمال على أن شبكات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في التأثير على شريحة عريضة من الناس وهم الشباب، وطبقاً لتاريخ تطور الإعلام فذلك يعتبر تطوراً منطقياً بظهور الإنترنت لأنه عندما ظهرت الإذاعة قال البعض بأن الصحافة الورقية انتهت وعندما ظهر التلفزيون قالوا أيضا أن الإذاعة انتهت. واعتبر جمال أن من أهم التطورات في المنطقة العربية مؤخراً هي ظهور الستالايت الذي مكن الناس من التنقل بين قنوات عديدة ومتنوعة فالفضائيات وظهورها في عالمنا العربي كانت من أهم نقاط التحول في الآونة الأخيرة. وأشار جمال إلى أن التكنولوجيا قد لعبت دوراً أساسياً في الثورات العربية نظراً لقدرتها على تجميع الناس وحشدهم، ثم يأتي دور التلفزيون في تغطية الحدث ونقله ثم توجيهه إما إيجاباً أو سلباً. وأضاف أنه عندما يكون هناك قمع وكبت تظهر قوة الشبكات الاجتماعية ودور الإنترنت الذي كان هو اللاعب الرئيسي في الأحداث. ولم يخف جمال تخوفه مما هو قادم بالنسبة لمستقبل التعامل مع الشبكات الاجتماعية والتكنولوجيا من قبل الحكومات العربية بعد أن أدركت مؤسسات الحكم في عالمنا العربي أهمية التكنولوجيا وقوة تأثيرها على قطاع كبير في المجتمعات العربية. أما عضو المكتب السياسي للحركة الدستورية الإسلامية أسامة الشاهين فقد أكد على أن الحركة كنموذج تركز بشكل كبير على التعاطي مع شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك لأن هذه الشبكات تستطيع أن تحقق العديد من الأهداف للتجمعات السياسية. مشيراً إلى أن التجمعات السياسية غائبة عن المشهد السياسي في الكويت باستثناء القليل، كما أكد على أن الحركة لديها موقع رسمي على شبكة الإنترنت وحساب على توتير وفيسبوك وذلك من أجل تحقيق عدد من الأهداف كإعلان المواقف السياسية بشكل سريع ولأكبر شريحة ممكنة وكذلك تسويق الانجازات التي تستطيع الحركة أن تحققها، خصوصاً وأن بعض هذه الانجازات لا تخدم إعلاميا بشكل كبير، وأيضاً العمل على إبراز الشخصيات وقيادات الحركة والتعريف بهم وإبراز مواقفهم تجاه القضايا المختلفة والرد على الشبهات والتساؤلات بغية التفاعل مع الجمهور وتصحيح الصورة إذا كانت مغلوطة، وأخيراً الوصول إلى جمهور جديد غير مهتم بالإعلام التقليدي. وأكد الشاهين أيضاً على أن شبكات التواصل الاجتماعي كما لها العديد من المنافع فلها أيضاً أضرار واعتبر أن أهم الأضرار لهذه الشبكات ما أسماه بظهور مناضلي الإنترنت كما أن هذه الشبكات من الممكن أن تتسبب في الابتعاد عن الواقع والانفصال عنه. وقد شهدت الندوة عدد من المداخلات حيث كانت المداخلة الأولى حول ما تشهده بعض الدول العربية بالتحديد من ملاحقة ومتابعة للمدونين ومستخدمي الانترنت ومحاكمتهم. بينما أكدت المحامية نجلاء النقي في مداخلتها على أهمية أن تعطي الصحف مساحةأكبر من الحرية للكتاب خصوصاً وأن الكاتب الآن يستطيع أن يكتب وأن تصل آراءه عبر شبكات التواصل الاجتماعي. كما شهدت الندوة حضور الإعلامي أكرم خزام مراسل قناة الجزيرة في أكثر من دولة والذي أشار إلى أنه يعد الآن كتاباً بعنوان "خمس رؤساء سقطوا أمامي" يسرد فيه سقوط عدد من الرؤساء من بينهم بن على ومبارك كما أكد على أن الإنترنت لا علاقة له بما شهدته بعض الدول في العالم العربي من ثورات إنما أرجع ذلك إلى ما أسماه حماقة النظام الحاكم وأن في تونس ومصر كانت السلطة وبشكل مباشر هي المسئولة عن سقوط النظام الحاكم وهناك مبالغة في دور الإنترنت في الثورات العربية. وفي رد الضيوف على هذه المداخلات أكد الإعلامي حسين جمال على أن القانون شيء والتطبيق شيء آخر وأن كل الدول العربية فيها مدونون كثر وليس هناك قانون يجرم التدوين أو يمنع إبداء الرأي على الإنترنت.ومضيفاً بأن هناك شريحة معينة هي من تتجاوب وتتعاطى مع الإنترنت والمسألة أن الشعب في تونس ومصر قد كسر حاجز الخوف من السلطة وقد ساعدهم الإنترنت على ذلك بدون شك. من جانبه أكد الدكتور على دشتي على أنه لا يوجد نقد بلا سقف وهناك دائماً ما يمكن أن يقال وهناك ما لا يمكن أن يقال. كما أكد على أهمية الإعلام التقليدي وتأثيره في شريحة ليست بالقليلة في عالمنا العربي. بينما أرجع أسامة الشاهين انصراف الشباب عن الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد إلى مسألة المصداقية وأكد على أن الإعلام الجيد هو الآخر لو فقد المصداقية سوف تنصرف عنه الناس بالتأكيد. كما دعا إلى نوع من مراقبة الذات في أخلاقيات المهنة الإعلامية فالمخالفات الأخلاقية يجب أن يتم الحساب عليها وكذلك يجب المسائلة على اختلاق الأخبار وإثارة البلبلة. كما كان هناك أيضاً عدد من المداخلات الأخرى حيث أكد عبد العزيز العنزي في مداخلته على أن الكويت تتمتع بحرية الرأي ولكن ينقصنا سرعة معرفة الخبر. أما عبد الله الهاجري فأكد على أن ما يحدث في بعض الدول العربية مرده إلى الفساد الذي استشرى وانتشر في هذه البلدان.