يخصص ملتقى الثلاثاء ندوته الأسبوعية المقررة في السابعة من مساء الثلاثاء 25 الجاري في فندق سويس بلازا في مجمع المثنى بالكويت لإحياء الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر المصري الكبير محمد يوسف. ويتضمن برنامج الندوة عددا من القصائد والشهادات حول الراحل وبعض القراءات النقدية في تجربته الشعرية يلقيها عدد من أصدقائه ومحبيه. جدير بالذكر، ان الراحل محمد يوسف كان احد اعضاء ملتقى الثلاثاء الفاعلين الذين ساهموا في إثراء نشاطه قبل ان توافيه المنية عام 2003. يقول في أوراقه كما نقلت عنه صحيفة "القبس" الكويتية أن الشعر هو: "أندلس يتمي، واشارتي وشارتي الخضراء في غابة "الكبسولة" الالكترونية، وهو كلمتي "العلنية" لا "السرية" حين أجاور وأحاور الكائنات: الفراشات، الطيور، الأشجار، الأزهار، الأنهار، البحار، و"الحيوانات" التي "لا تؤذي" التوازن الحيوي في "الكون" الذي يعاني من العدوانية والتشظي. ومن ثم فان رؤيتي الشعرية ترتكز على ثلاثية: الحلم، الحرية، والحب. ومن شعره تحت عنوان "اعتراف صريح" نقرأ: عندما يسألونني عنكِ يا حبيبتي ماذا أقول؟ سأقولُ كلُ ما لديَ سأعترفُ بكلِ عباراتي سأعدُ لهم على أصابعي دمعاتي سأفتحُ أبوابَ مزارعي وأريهم جميع ورداتي سأقولُ أني أحببتكِ منذ ُ طفولتي وحضانتي وأني عشقتكِ عندما كنتِ صبية ً لا تخرجُ على الرجال ولا تنكشفُ على الرجال سأقولُ أنكِ تسكنين عينايَ وتأسرينَ حياتي عندما يسألونني عنكِ يا حبيبتي ماذا أقول؟ سأقولُ أنكِ جميع شمعاتي وأنكِ أسطورة َ العشق في بلادي وأنكِ إمرأة ً ما رأيتها إلا في منامي وما نحتُ إسمها إلا على كراساتي وكلماتي وصفحاتي وأغصاني سأقولُ أنكِ غرامٌ هائمٌ فيه على وجهي وغارقاً منه في مأساتي عندما يسألونني عنكِ يا حبيبتي ماذا أقول؟ سأقولُ أنكِ ُمخترعة الكلمات للشعراء وأنكِ حورية هذه الماء وأنكِ آخر الحسناوات وأولُ فصلٍ للشتاء وأولُ قمرٍ في هذا المساء سأقولُ أنك دافئة ٌ كالفِراء وأنكِ إمرأة ً لا أشبعُ في رحيلها من البكاء ولا أفترشُ أرضاً ولا غطاء عندما يسألونني عنكِ يا حبيبتي ماذا أقول؟ سأرجعُ ألفَ عامٍ إلى الوراء سأقصُ عليهم روايتي وسأقولُ أني تحديتُ في عشقكِ كل حسناء وكل إغراء وكل نفسٍ تطفحُ من الإعياء سأقولُ أني طوبتُ لكِ الجنات والحفلات والتفاريح سأقولُ أنكِ أميرة الفرسان والشعراء وقصائد المديح سأقولُ أني دعوت آلآف الدعوات وعلقتُ في عنقي جميع التسابيح سأقولُ أني عشتُ فالأرضِ شاةً ذبيح مقطعاً من حزنٍ أشبه بأنياب التماسيح سأقولُ أني من أجلك أصبحتُ شمعة ً ُتنير الطريق لغيرها وتسيح سأقولُ أني مشبوحٌ في حبكِ على الصليب كالمسيح عندما يسألونني عنكِ يا حبيبتي ماذا أقول؟ سأقولُ كل الكلمات وأبوحَ بالأسرار وسأحملُ إليهم على راحتي بعضٌ من حطام الجنات وبعضٌ من دخان الظلمات وبعضٌ من القوارير المكسورة في الشرفات سأحملُ إليهم على راحتي روحي وجميع ما فاضَ في قلبي من فيضانات عندما يسألونني عنكِ يا حبيبتي ماذا أقول؟