السؤال: ما المراد بالقواعد من النساء المذكورات في سورة النور؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: سورة النور هي إحدي السور المدنية التي اهتمت بالأسرة المسلمة ونزلت فيها أحكام كثيرة تحافظ علي الأعراض وتضع عقوبات رادعة للتعدي لمن تسول له نفسه التعدي علي أعراض الناس ووضعت آدابا تتبع للوقاية من الوقوع في الفاحشة المنكرة وقد أمر الله فيها ألا يبدي النساء زينتهن الداخلية التي من شأنها أن تستر إلا لجماعة مخصوصين لا يخشي منهم السوء غالبا كالمحارم وكل ذلك للحفاظ علي المرأة وعلي سمعتها وسمعة أهلها وبعدا بالمجتمع عن الفوضي والفساد. والمرأة العجوز فقد جاء فيها قوله تعالي: "والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليهم" "سورة النور: 60" قال الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالي: والقواعد جمع قاعد وهي العجوز التي قعدت عن التصرف من أجل كبر السن وقعدت عن الولد والعادة الشهرية كما قال أكثر العلماء ومعني وضع الثياب: خلعها والمراد أن العجوز لا حرج عليها في أن تتخفف من بعض ثيابها الكثيفة التي كانت معتادة عند الخروج لزيادة التصون والستر بمعني أنه يجوز لها أن تخلع خمارها الذي يستر رأسها أولا لثقله عليها وهي المسنة وثانيا: لأن شيب شعرها لا يفتن من يقع نظره عليه وقد يدخل رجل أجنبي فلا عليها أن يري بعض شعرها ومع ذلك فالاستعفاف بدوام الستر أفضل وكل هذا بشرط ألا يكون هناك تبرج وظهور بالزينة المغرية كوضع أصباغ وغيره من أجل لفت الأنظار إليها علي الرغم من كبر سنها فإن ذلك حرام لسوء القصد ومع ذلك فقد قال بعض العلماء إن العجوز كالشابة في وجوب الستر الكامل ومعني وضع ثيابها هو خلع الجلباب أو العباءة التي فوق غطاء الرأس للتخفيف مع بقاء الرأس مستورا ومهما يكن من شيء فليكن هناك حساب للفتنة وحساب للقصد والنية وأثر التطور والظروف في ذلك.