مسقط: توقع خبير اقتصادي ارتفاع اسعار النفط العالمية إلى 55 دولارا في شهر يوليو المقبل مؤكدا أن ذلك يعتمد على مدى تقيد منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) بخفض الاسعار وسياستها النفطية تجاه السوق. وقال عميد كلية مزون الدكتور جمعة صالح الغيلاني إن تحسن الاسعار في الفترة القادمة يعتمد في المقام الاول على التزام منظمة (أوبك) بالحصص وتناسق مواقف الدول الاعضاء. واشار الى ان المنظمة لوحدها تسيطر على ما يقارب من 78 % من الاحتياطي العالمي من النفط. واضاف ان أسعار النفط في الاسواق الدولية تعتمد حاليا على مجموعة من العوامل من بينها مدى التزام منظمة (اوبيك) بقراراتها وتعهداتها تجاه سوق النفط وقانون العرض والطلب والمناخ النفطي وسياسات الدول المستهلكة للنفط كفرض ضرائب جديدة. كما ان التقدم التكنولوجي في مجال النفط وجدية التعاون بين (اوبك) والمنظمات الدولية خارج اطار المنظمة مثل وكالة الطاقة الدولية يؤثران على أسعار النفط. وقال الغيلاني وهو خبير سابق بوزارة النفط والغاز العمانية في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن ارتفاع الاسعار يعتمد كذلك على تحسن الازمة المالية العالمية ولاسيما في الولاياتالمتحدةالامريكية لانها اكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم. واوضح ان اسعار النفط تعتمد الى حد كبير على مدى التزام أعضاء منظمة (اوبك) وتعاون دول خارجها معهم من اجل تحقيق الاهداف العليا لاقتصاديات بلدانهم. واكد ان أسعار النفط ستنخفض حتى في حالة اجراء تخفيض آخر من قبل منظمة (اوبك) لسقف انتاجها باعتبار أن سقف انتاج أوبيك اليوم يقل عن انتاجها قبل 25 عاما مبينا أن احتياجاتها المالية أصبحت كبيرة وتفوق الكمية التي تنتجها كثيرا. واردف ان أي تخفيض آخر يعني أنها تفقد حصتها في السوق الدولية وهذا يجعل المنظمة أمام تحد كبير وبالتالي في اعتقادي لن تستطيع أن تستمر في الصمود طويلا ولاسيما اذا قامت بتخفيض انتاجها. وقال إن بعض الدول الاعضاء في أوبك قد تلجأ الى زيادة انتاجها ومبيعاتها دون الرجوع الى المنظمة ما قد يؤدي الى تدهور الأسعار مرة أخرى كما حدث خلال أزمات انهيار الأسعار في عامي 1986 و 1998. واضاف ان عدم اتخاذ قرارات حاسمة تؤمن مستقبل النفط واسعاره وتحمي وحدة مستقبل اوبك قد يؤدي الى انتكاسة وتدني أسعار النفط الى مستويات ستضر بمصالح كل الدول المنتجة للنفط. واشار الى ان الدول الاعضاء في منظمة اوبك تعاني اختلالات في اقتصادياتها الوطنية نتيجة الاعتماد المفرط على ايرادات النفط باعتباره يمثل المصدر الرئيسي في اجمالي الدخل فيها وبالتالي فان أي هزة في الاسعار تؤثر في مستوى الانشطة والمعيشة.