صدر العدد الجديد من مجلة "فكر" متضمنا كتابا للصحفي والباحث المغربي محمد بنعبد القادر بعنوان "المغرب، الذاكرة، العالم"، وذلك في إطار سلسلتها الجديدة الموسومة بفكر الجيب. ووفقا لصحيفة "القدس العربي" يتوزع الكتاب على ثلاثة فصول، انشغل الأول منها بسياسات المغرب والذي ناقش فيه جملة من القضايا المأزقية التي تتعلق بتصحر العقل السياسي وفرضية الانتقال الديموقراطي فضلا عن الأسئلة الحقوقية. أما الفصل الثاني المعنون ب"سياسات الذاكرة" فيناقش حساسية الذاكرة ودلالات الصفح وممكنات الجريمة والعقاب، فيما انصرف الفصل الثالث إلى سياسيات العالم التي انفتحت على قضايا متنوعة تمتد من تداعيات الحادي عشر من سبتمبر ببلد العم سام إلى الدرس الألماني والعدالة الدولية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني. من أجواء هذا الكتاب نقرأ عن فرضية الانتقال الديموقراطي الذي طال أمد التطبيل له دون أن ينكتب واقعيا ويخرج من عنق الزجاجة، ويحدث بالتالي ذلك المأمول والمنتظر، وهو تحديدا الانتقال من دولة الرعايا إلى دولة المواطنين، والتدبير المؤسساتي بدل الشخصاني، إذ يقول الباحث محمد بنعبد القادر: أعتقد أن تجربة الانتقال الديموقراطي في المغرب إن كانت لا تدعو إلى القلق من خطر انتكاس يجهض الآمال ويحيي الاستبداد، فإنها تبعث على الإحساس بسخافة الحال من جراء هذا المسلك الاهتزازي الذي يقر بالأشياء ويأتي بأضدادها، كل خطوة إلى الأمام تعقبها خطوتان إلى الوراء، كل إشارة حداثية واعدة تنهكها تقاليد مرعية، كل مبادرة جديدة تعثرها وساوس قديمة، دوران في حلقات مفرغة يثير أكثر من سؤال: هل هناك خطة مرسومة للدفع بمسار الانتقال الديموقراطي إلى مداه؟ هل هناك تصور مشترك لنموذج الحكم السياسي المبتغى؟ وهل يجتاز المغرب أصلا مرحلة انتقال نحو الديموقراطية؟.