أحيت الشاعرة البحرينية خلدية بنت محمد بن خليفة آل خليفة أمسية شعرية مغربية حضرها عدد كبير من المتهمين. استهلت الشاعرة بقصيدة ترحيبية أسمتها "أكَادير" جاء فيها: هنا ريح أطلسية تجمع الزيتون والرمان هنا بنت الغلا ياللي دعتني وقلت ألبيها جميلة فاتنة فيها من التاريخ والأزمان ما يكفي يدوّنها..... كلامٍ ما يوفّيها أغادير وطوابير الغلا أطنان ثم أطنان معاني الود لو تكفي كتبت اللي يكفّيها لها مني قصيدي كله وقلبٍ كما المرجان أصيلٍ وافيٍ ما خيب الدعوة وراعيها وتحت عنوان "همسة"، همست شاعرة طانطان عزيزة يحضيه كلمات في الحب والوفاء: لو كان الحب على شكل لوني لاعتصم لو كان الحب على قدر نباهتي لرفض التسلل إلى غرف النوم لو أن حب زمني محافظ على شرف الحب، لأصبح قوتي اليومي لوأن الرجل تحسس أشيائي الدقيقة لقدمتُ الطاعة والوفاء لكل رجل... كما غزلت الشاعرة الفراشة آسيا الحياني لحظات الغياب بوجع الجسد، في قصائد منها "يد النسوة": تتدثر الكلمات بعتمة القناديل ويد النسوة تشعل فتيل الوجع .. على المساند الوثيرة عرّش الضجر غصونه وأثقل الخطو في دروب الدفلى سنينه .. تمرق في مرايا الفصل السرمدي أردية تشف طيوف أجساد حفّ بها الثرى و الغياب والشموس تتدفق في عروق المحار من رأى اليد تغزل خيوط الريح فليتذكر فتيل الوجع وبث الشاعر مصطفى الطوبي شجونه العربية في قصيدة طويلة تحمل عنوان "رحلة عبر صحراء العرب" أقتطف منها: أبي لم يَعُدْ لم يحرض كبار القبيلة ضد الصليب ولم يتعين زعيما علينا وكنا رمادا تدوِّرُه الريحُ تغزله الشمس منا خياما ونحن الذين غبرنا سينيا أقمنا على مرتع القبر نبني خياماً من القش كيما يخيم فيها الحمامُ وبعدك يا أبَتاه افترقنا كثيرا صنعنا حدودا لنا من رمال الخليجِ لكي نتسيَّد في أهلنا كالسباع وقرأت الشاعرة أمينة إقيس قصيدتها "حيرة" لترسم لوحة عن تشظي الروح وانقسامها: حدَّ التوتر تخذلني مشيئة الرياح. وأعبر واهنة إلى جحيم توجسي كأني أحمل نبوءة تمطرني غزارة الألم. بلا سبب مقنع يترك قلبي أغراضه عند منحدر. بلا سبب مقنع يمضي غريبا إلى ظمإ الغياب. رجة بين الأصابع تكفيه ليغتسل بإيمان كل الرجاءات. وأنا الغريبة بين القريب والبعيد أتهشم بالحيرة والنبيذ. أنا الغريبة في أقاليم الروح. أختلس النظر إلى الحلم وأهجر بيت القصيد. أرتعش كلما هممتُ بالكلام عن غيمة لي تعثرت هناك بحجر البلاد.