صنعاء: يستأنف الريال اليمني رحلة التدهور المستمرة منذ مطلع العام أمام العملة الصعبة في سوق الصرافة المحلية حيث وصل إلى أدنى مستوى له أمام الدولار الأمريكي مسجلا رقم قياسي لأول مرة في تاريخه، حيث وصل سعره في تداولات الاحد إلى 235 ريالاً للدولار الواحد مقابل 233 للشراء وذلك بفارق 9 ريالات عن مستوى الصرف الأسبوع الماضي. وأرجع اقتصاديون التدهور المستمر للعملة الوطنية أمام الدولار إلى السياسة النقدية التي تنتهجها الحكومة اليمنية، مشيرين إلى أن المعالجات التي يقوم بها البنك المركزي اليمني لن توقف مسيرة التدهور. وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء الدكتور على سيف حسن في تصريح لموقع "المصدر أونلاين":" إن الإجراءات التي اتخذها البنك لن يوقف عجلة التدهور المريع للعملة الوطنية، ولن تعمل على الإستقرار النقدي لأن المبالغ المالية التي تضخها للسوق قليلة ويستفيد منها كبار الصيارفة، مطالبا البنك القيام برقابة على شركات الصرافة المحلية ، واغلاق الشركات التي تقوم بالمضاربة بالعملة الصعبة ، واتخاذ سياسات مالية ونقدية تكملان البعض في تحقيق الاستقرار". وأرجع هذا التدهور إلى شح المعروض النقدي بسبب انخفاض الإيرادات وزيادة الضغط على الطلب بالنسبة للدولار، وضلوع البنك المركزي في عملية المضاربة. محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام الذي عين خلفا للسماوي الذي أطيح به بسبب عدم قدرته على إيقاف تدهور الريال اليمني أمام الدولار في أول تصريح له منذ تعينه أرجع أسباب الموجة الجديدة لتراجع سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية خاصة الدولار إلى زيادة مدفوعات استيراد مستلزمات شهر رمضان المبارك وعيد الفطر من السلع والمنتجات المختلفة. وقال بن همام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ":" إن البنك المركزي ضخ مؤخرا 80 مليون دولار لتغطية احتياجات البنوك وشركات الصرافة لكن الطلب على الدولار ما يزال كبيرا لسداد اعتمادات مستوردات رمضان والعيد" ، موضحا أن البنك المركزي يراقب سوق الصرافة عن كثب، وأن البنك سيتدخل خلال اليومين القادمين بضخ كمية من النقد الأجنبي ، ومتى ما لزم الأمر، متوقعا زيادة حجم عرض العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار خلال الأيام القليلة القادمة تزامنا مع زيادة تحويلات المغتربين إلى اليمن الأمر الذي سيخفف من ضغط الطلب على الدولار في سوق الصرافة المحلية. وفيما لم يستبعد بن همام وجود مضاربين يتلاعبون بأسعار الصرف، قال:" هناك مواسم معينة في السنة مثل قدوم الأعياد الدينية يزيد فيها الطلب على السلع وبالتالي زيادة فاتورة الاستيراد وهو ما ينجم عنه ضغوط على أسعار الصرف".