صدر العدد الجديد من مجلة "الدوحة الثقافية" متضمنة ملفا عن الكتابة في المهجر وأثرها على الكتاب العرب والثقافة العربية. ووفقا لصحيفة ""الدستور" الأردنية يقول الكاتب الأردني إبراهيم غرايبة في مقال بعنوان "ضياع الهوية": يشكل الأدب العربي المهاجر ظاهرة مهمة وكبرى في الثقافة العربية والعالمية حيث يؤكد على ما يمكن للتفاعل الحضاري والهجرة نفسها أن تطلقه في روح الإنسان وأفكاره ومشاعره ، وما يمكن أن تقدم إلى الثقافة والحضارة ، ففي هجرتهم المتواصلة عبر التاريخ والجغرافيا قدم العرب تراثا عظيما في أدب الرحلات والحنين والشوق والسلام الروحي والتصوف والمراجعات الفكرية والفلسفية التي أغنت الثقافة العربية والعالمية أيضا. ويتساءل الكاتب اللبناني محمد أبو سمرا، هل أخذت صورة "الطيور المهاجرة" بشغاف أفئدة ومخيلات كثرة من شعراء العربية وكتابها، منذ بداية ما سمي "عصر النهضة العربية" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر؟ وهل يكنى الشغف الرومانسي بكل من الصورة والعبارة، عن ضدية ما مع الصورة النمطية المعروفة لوقوف الشاعر العربي الجاهلي وبكائه على الأطلال في صحراء تبدد طبيعتها آثار توطن البشر وإقامتهم واستقرارهم ، فتذروها الرياح وتمحوها في الرمل المترامي؟ يؤصل الكاتب العراقي علي بدر للقضية في مقاله "الكتابة المخصبة" فيرجعها إلى قديم الثقافة العربية والأدب الشفاهي عندما كان يطرد الشاعر أحيانا من القبيلة لأسباب اجتماعية أو سياسية ، فينتج أدبا ربما هو أو ما شكل تاريخيا مفهوم أدب المنفى. أما الكاتب السوري حسين بن حمزة فيذهب في مقاله "الوطن المفقود" إلى أن المنفى ليس مسألة جغرافية ، بل مسألة ثقافية معقدة ، وهذا يعني أن الإنسان لا يحتاج إلى تغيير موطنه كي يحصل على لقب "كاتب مهاجر" أو "منفي".. فهناك كتاب منفيون في بلادهم..ويضيف في موطن آخر بأن النفي في هذه الحالة يكون مضاعفا فهؤلاء هم منفيو لغاتهم وثقافاتهم المحلية في المقام الأول وهم منفيون جغرافيا عن أمكنة ولادتهم وعيشهم الأولى في المقام الثاني ، وإذا كان المنفى في معناه الأول يكاد يكون عملية غير إرادية ، فإن التركيز عادة ما يتم على الكتاب الذين يغادرون بلادهم طوعا أو قسرا ، في الحالتين يتعرض هؤلاء الكتاب إلى جرح وجداني وشخصي غير قابل للشفاء.