هيا بنا معنا فى رحلة قصيرة إلى مدينة ألمانية سياحية، فلنبدأ جولتنا فى "بريجنز" النمساوية، وهى كما ذكرت صحيفة "دار الحياة اللندنية" واحدة من المدن التى تتعدد مزاياها السياحية، نظراً لموقعها الاستراتيجي، حيث تعد ثغر حدودي مطل على ألمانيا وسويسرا أقدامها في بحيرة كونستانس وهامتها قمم في سلسلة جبال الألب. في مقاطعة فورألبرج النمساوية تقدم بريجنز صوراً سياحية عدة فضلاً عن كونها مرفقاً اقتصادياً مهماً، وتواصلها مع سويسرا وألمانيا يجعلها درّة البحيرة التي تلعب دوراً كبيراً في يومياتها، فهي المحور والملتقى والشريان الحيوي لغالبية أنشطتها. قد تكون بريجنز على غرار مثيلاتها في النمسا، مدينة تختصر العادات والتقاليد والإرث الثقافي والفني، فكثير يجدون هناك ملاذاً للهدوء والسكينة ومسرحاً ملوناً للمناظر الطبيعية وفسحة شتوية "مشرقة" بالثلوج ونُزلها "الدافئة"... لكن ل "عروس البحيرة" وظائف أخرى تؤديها بامتياز وتتفنن في إضفاء رونق خاص عليها في فصل الصيف. وتتميز "بريجنز" بأنها مدينة "مكتفية" بما عندها تتفاعل مع محيطها ويحتضن سكانها البالغ عددهم 35 ألف نسمة حوالى خمسة ملايين سائح، الغالبية منهم تقصدها صيفاً، وتؤم مسرح البحيرة وتلالها المشرفة على دول ثلاث، وإذا كان زائر باريس لا يفوّت الصعود إلى برج إيفل، فإن زائر بريجنز لا بدّ من أن يتعرّف إلى البحيرة "المعلم الأول هناك"، ويتجوّل بين أرجائها على متن إحدى العبارات. ويُعد للسياح برنامج زيارات سريعة للأسواق والساحات، بدءاً بالكورنيش المطل على البحيرة المظلل بأشجار باسقة والمحاط بحدائق فسيحة، وحيث ينتصب في إحدى جهاته مبنى "فستيفال هاوس" ثم الانطلاق إلى قمة بفاندربالن على ارتفاع 1064 متراً، رحلة لا تستغرق أكثر من ست دقائق، على متن المصعد الكهربائي "تلفريك"، ومناسبة لا تفوت للتمتع بمناظر بانورامية خلابة والانتعاش بهواء نقي والتلذذ بوجبات تقليدية، ومشاهدة منطقة ألغو الألمانية وهضاب إمارة ليشتنشتاين والطرف المقابل النمسا وسويسرا "مقلع" النسور "كازيفاندرويج" و"منبع تراث جبال الألب"، وحياة الريف حيث مدارج التحليق بالمظلات.