طوكيو: كشفت الحكومة اليابانية يوم الثلاثاء عن تزايد معدلات الإشعاع النووي من مفاعل فوكوشيما تزيد علي ضعف ما سبق إعلانه في مارس / آذار الماضي. ويأتي الكشف عن تلك المعدلات المرتفعة عقب تشكيل لجنة من الخبراء للتحقيق في الملابسات التي واكبت تعطل مفاعل فوكوشيما النووي عقب الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة شمال شرق اليابان في منتصف مارس / آذار الماضي وتبعه موجات تسونامي ما نتج عنه إنهيارات كارثية. وذكرت وكالة الأمان النووي اليابانية أن معدلات التسريبات تقدر بما يزيد عن 700 ألف وحدة "تيرابكيريل" من المواد المشعة قد تسربت إلى الهواء، ما يزيد قليلا عن ضعف تقديراتها السابقة لهذا المعدل الإشعاعي. كما أعلنت الوكالة أن الوقود النووي المنصهر قد تسرب إلى قاعدة المفاعل رقم (1) في مجمع "فوكوشيما" النووي وتسرب من تلك القاعدة بعد ما لا يزيد عن خمس ساعات من حدوث الكارثة، أي قبل نحو عشر ساعات مما قدرته الشركة القائمة على تشغيل المفاعل، إضافة إلي المفاعلان رقم (2) و (3) بصورة غير متوقعة، ما يشير إلي بطء اليابان في الكشف عن تفاصيل الكارثة. وكشفت تحقيقات أخري أجرتها وكالة الطاقة الذرية عن خطأ ذريع ارتكبته الحكومة اليابانية عند تصميمها للمفاعل، حيث لم تراعي خطر طغيان أمواج المحيط على المنطقة التي تضم مولدات الطاقة التي تتولى تشغيل مضخات التبريد، كما أن حائط صد الأمواج كان إرتفاعه ستة أمتار فقط، في حين أن موجات التسونامي وصلت إرتفاعها إلي 14 متراً. وقد أسفر ذلك الزلزال وموجات تسونامي التي أعقبته عن مقتل أكثر من خمسة عشر ألف شخص وفقدان نحو عشرة آلاف آخرين فضلا عن تشريد نحو ثلاثة ملايين آخرين إلى جانب الأضرار الاقتصادية التي قدرت بمئات المليارات. غير أن أخطر نتائج تلك الكارثة على المدى البعيد كان تدمير مفاعل "فوكوشيما" النووي، وفشل كل جهود وقف التسرب الإشعاعي من وحداته النشطة. وتأمل الشركة القائمة على تشغيل المفاعل أن تتمكن من إغلاقه بصورة نهائية بحلول شهر يناير / كانون الثاني من العام القادم، وإن كانت هناك مخاوف من أن تستغرق عملية الإغلاق وقتا أطول، وذلك في ضوء حقيقة أن المواد النووية المشعة لا تزال تتسرب من المفاعل حتى الآن.