قدم الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة دراسة بعنوان "العولمة والحياة الثقافية فى العالم الاسلامي" أبرز فيها جانبا مهما من الجوانب ذات العلاقة بالمعركة الحضارية الكبرى التى تخوضها شعوب العالم الاسلامى دفاعا عن خصوصياتها الثقافية أمام مخاطر العولمة وترسيخا لجذورها وتأمينا لوجودها المادى والمعنوي. ووفقا لصحيفة "العرب" اللندنية، اعتبر التويجري أن العولمة منظومة من المبادىء السياسية والاقتصادية ومن المفاهيم الاجتماعية والثقافية ومن الأنظمة الاعلامية والمعلوماتية ومن أنماط السلوك ومناهج الحياة يراد بها إكراه العالم كله على الاندماج فيها وتبنيها والعمل بها والعيش فى اطارها، وذلك هو العمق الفكرى والثقافى والايديولوجى للنظام العالمى الجديد. واعتبر الدكتور التويجيرى بأن تكنولوجيا المعرفة هى قوة الدفع للعولمة الثقافية وفى ظل النقلة الجديدة والمتطورة جدا لتكنولوجيا المعرفة يبدو العالم منقسما الى ثلاثة أقسام هى أن 15 بالمئة من سكان العالم يوفرون تقريبا كل الابتكارات التكنولوجيا الحديثة وان 50 بالمئة من سكان العالم قادرون على استيعاب هذه التكنولوجيا استهلاكا أو انتاجا كما أن بقية سكان العالم والذين يمثلون 35 بالمئة يعيشون فى حالة انقطاع وعزلة عن هذه التكنولوجيا، والعالم الاسلامى يعانى من سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتى لا سبيل الى تجاهلها خاصة وان الآثار التى تحدثها العولمة فى الشعوب التى تكتسحها بالغة الضرر والتى تجعل هذه المجتمعات الفقيرة ذات الخصائص التى تفتقد القدرة على المقاومة حتى وان لم تفتقد الاحساس بالتميز فثلث سكان العالم يعيشون تحت وطأة الفقر، وهذا يشمل الاغلبية من شعوب العالم الاسلامي. ودعا التويجيرى الى الاهمية القصوى للعمل الاسلامى المشترك على شتى الاصعدة وفى جميع القنوات من تعزيز التضامن الاسلامى حتى يكون القاعدة المتينة للتعاون بين المجموعة الاسلامية فى كل الميادين وفى سبيل تطوير التنمية الشاملة فى العالم الاسلامى للرفع من مستوى الحياة بمحاربة الظلم والفقر والجهل والمرض وبإشاعة الوعى الاجتماعى والثقافى الراقى من خلال الاستثمار العلمى للموارد الاقتصادية والطبيعية والبشرية التى تتوافر لدى الشعوب الاسلامية.