أوضح الأستاذ بكلية الآداب بجامعة فاس المغربية الدكتور حميد الأحمر في محاضرة له أمام "الندوة المولدية المغاربية" التي اختتمت أعمالها الخميس الماضي بمدينة القيروان حول "دور القيروان في تأصيل المذهب المالكي ونشره" أن مدينة القيروان التونسية لعبت دورا جوهريا في التأسيس للمذهب المالكي ونشره في شمال إفريقيا، وأكد أن علم القيروان وقرطبة مكّن القرويين في فاس من التأصيل للمذهب المالكي في المغرب الأقصى. مشيرا إلى أن جامع القرويين بفاس كان قد تأسس على يدي فاطمة الفهرية القيروانية عام 245 هجري كما أن اختها مريم هي التي أسست جامع الأندلس بنفس المدينة. وبعد أن شرح دور القيروان في احتضان المذهب المالكي ونشره في شمال إفريقيا والأندلس بواسطة عديد من العلماء والفقهاء القيروانيين وعلى رأسهم الإمام سحنون صاحب "المدونة" وأسد بن الفرات صاحب "الأسدية"، أشار المحاضر إلى الروابط العلمية المتينة التي كانت قائمة بين القيروانوفاس من خلال تبادل الزيارات بين فقهاء المدينتين وعقد حلقات الدرس في جامع القرويين وقيام عديد من الطلبة بشد الرحال إلى القيروان للتعمق في الفكر المالكي وأصوله. وأبرز تقرير تونسي رسمي عن الندوة وفق "ميدل ايست" اسهامات القيروان في الحضارة العربية الإسلامية ودورها الديني والروحي في ترسيخ العقيدة الإسلامية وتحديدا المذهب المالكي بالمغرب الإسلامي، قائلا: "استطاعت القيروان أن تفرز طوال أربعة قرون متتالية مدرسة متعددة الخصائص أبقت على ذكرها خالدا وحافظت على مجدها التليد. وكان السبق في ذلك للفقهاء العشرة الذين بعث بهم عمر بن عبد العزيز لتفقيه أبناء إفريقيا ومساعدتهم على فهم دينهم فتعددت الكتاتيب والحلقات وانتشرت المعارف الدينية". هذا وتستعد مدينة القيروان لإحياء احتفالات المولد النبوي الشريف الذي اشتهرت به على مدى عقود من الزمن، وتتزامن احتفالات هذا العام مع الافتتاح الرسمي لفعالية "القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية" الذي سيحتضنه صحن جامع عقبة بن نافع. وأوضح برنامج الفعالية الذي نشرته الجهات الرسمية المشرفة عليها، أنها ستشهد مجموعة من المهرجانات والأنشطة الدينية منها الدورة الأولى لمهرجان الإنشاد الصوفي من 11 إلى 14 مارس يليه مهرجان المسرح الحديث من 15 الى 19 من الشهر ذاته ثم المهرجان الوطني للزربية من 26 الى 31 من الشهر الجاري فمهرجان ربيع الفنون الدولي من 13 الى 19 إبريل وتختتم سلسلة المهرجانات بمهرجان المونولوج من 1 الى 7 مايو. ويتضمن برنامج "القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية" جملة من المعارض منها معرض المخطوطات الإسلامية الذي يشرف عليه المعهد الوطني للتراث ويتواصل من 8 إلى 14 مارس يليه معرض ينظمه المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية حول "القيروان ودورها في الحركة الوطنية" من 16 إلى 21 الشهر الجاري إلى جانب معرض "القيروان في عيون الرسامين" من 23 مارس إلى 12 ابريل. كما تنظم المكتبة الوطنية من 6 إلى 12 أبريل معرض الجرائد والدوريات الصادرة بالقيروان، وتساهم منظمة الايسيسكو في برنامج المعارض بمعرض التراث المعماري وفنون الزخرفة الإسلامية من 27 أبريل الى 10 مايو. وتحتضن القيروان بهذه المناسبة جملة من الندوات والموائد المستديرة تبدأ بندوة ينظمها المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية من 16 الى 17 مارس الجاري حول "القيروان ودورها في الحركة الوطنية" تليها مائدة مستديرة يوم 17 مارس تنظمها مدينة العلوم حول "الخاصيات المعمارية للقيروان"، ثم تشرف الاسيسكو والجمعية التونسية لعلم الانتروبولوجيا والمعهد الوطنى للتراث في 10 و11 أبريل المقبل على ندوة علمية موضوعها "الانتروبولوجيا في الثقافة الاسلامية"، كما يعقد المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" من 20 إلى 24 ابريل ندوة بعنوان "القيروان وإشعاعها عبر العصور". وينظم مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان ندوة دولية حول "موقع القيروان في الثقافة الإسلامية من تاريخ التأسيس إلى اليوم: الدين والأدب" وذلك من 21 الى 23 إبريل المقبل.