الرباط: تقبل مغربيات عديدات على ممارسة الرياضات القتالية مثل الكاراتيه والجودو والتايكوندو وغيرها، لتعلم الدفاع عن أنفسهن بسبب الاعتداءات الجسدية التي يتعرضن لها سواء في البيت أو في الشارع.
وباتت نوادي رياضات فنون الحرب، حسبما أوردت صحيفة "الأنباء" المغربية، تشهد انخراط الكثير من الفتيات والنساء من أجل حمايتهن الشخصية، وأيضا بغية تعزيز الثقة بأنفسهن التي صرن يفتقدنها بسبب الجرعة الزائدة من العنف الممارس ضدهن من طرف الرجال.
وتوضح الإحصائيات الرسمية أن النساء يتعرضن للعنف على يد الزوج بنسبة 32.3%، والطليق بنسبة 15.7%، ومن طرف الغير بنسبة 33.9%، وتتنوع أشكال العنف المسلط عليهن بين عنف جسدي بنسبة 61.8%، وعنف نفسي بنسبة 24%، وعنف جنسي بنسبة 13.6%، ثم عنف اقتصادي بنسبة 0.6% .
وتؤكد سعاد أرزام مدربة أحد أنواع رياضات فنون الحرب بالرباط أن نسبة ارتياد الفتيات والنساء إلى نوادي تعلم الرياضات القتالية ارتفعت في السنوات القليلة الأخيرة بشكل لافت للانتباه، مضيفة أن فئة الإناث أكثر مواظبة وحرصا على تلقي التدريبات وتطبيقها من غيرهن.
وأرجعت المدربة لجوء المغربيات إلى رياضات فنون الحرب إلى عوامل نفسية وصحية بالأساس، حيث إن الممارسة تشعر بتغير كبير يعتري نفسيتها التي تتحسن تدريجيا باستردادها لقوتها ونفض الغبار عنها، مشيرة إلى أن هذه الرياضات بالذات تمنح النساء نوعا من القوة في الشخصية وكثيرا من الثقة بالنفس.
ويرى الباحث الاجتماعي محمد مسكين أن لجوء المغربيات أكثر فأكثر إلى ممارسة رياضات فنون الحرب يعود إلى طبيعة المجتمع المغربي التي أضحت تتسم بكثير من العنف سواء المادي أو المعنوي، موضحا أنه عنف يسود الفضاءات العمومية مثل الشارع والحافلة وساحات الجامعات، والفضاءات المغلقة أيضا مثل البيت أو المكتب.