طرابلس: قامت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بزيارة تفقدية إلى طرابلس عرضت فيها تقديم مساعدات بقيمة ملايين الدولارات إلى ليبيا من اجل مساعدة القيادة الليبية على الالتزام بمستقبل ديمقراطي يخلو من الانتقام في ليبيا. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أن كلينتون قالت بعبارات صريحة غير معهودة أن الولاياتالمتحدة ترغب في رؤية العقيد معمر القذافي ميتا. وأضافت قائلة "أنا فخورة بالوقوف هنا فوق تربة ليبيا المحررة. الولاياتالمتحدة فخورة بالوقوف معكم في معركتكم من أجل الحرية". هذا وقد التقت كلينتون مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل وعرضت مساعدة بقيمة 11 مليون دولار كمساعدة إضافية لليبيا. ويشار إلى أن واشنطن تعهدت منذ بدء الثورة على القذافي في فبراير/شباط الماضي بتقديم نحو 135 ألف مليون. وتشمل حزمة المساعدات الأمريكيةالجديدة مساعدات طبية للجرحى من المقاتلين وتخصيص مساعدات إضافية لتأمين الأسلحة التي كانت في مخازن القذافي. وتعد هذه أول زيارة من نوعها يقوم بها مسئول وزاري في الحكومة الأمريكية. وقد عملت الإدارة الأمريكية على التكتم بشان موعد الزيارة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة وإجراءات السلامة المتبعة في طرابلس قبيل زيارتها. وجاءت زيارة كلينتون إلى ليبيا في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إليها. هذا وقد بحثت كلينتون أيضا مع كبار المسئولين في المجلس الوطني الانتقالي ومن بينهم رئيس المجلس التنفيذي محمود جبريل ووزير ماليته علي الترهوني. كما أجرت كلينتون لقاءات مع قادة في الحركات النسائية والشبابية والمجتمع المدني. وعلى جانب آخر أعلنت الأنباء في وقت سابق باندلاع القتال على مشارف مدينة سرت وهي معقل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي حيث لا يزال أنصاره يبدون مقاومة عنيفة أمام تقدم مقاتلي المجلس الانتقالي. وشن نحو ألف مقاتل من المجلس هجوما كبيرا من جهة الشرق حسبما أفادت وكالة "الأسوشييتد برس" للأنباء. وسافرت كلينتون إلى طرابلس من مالطا حيث التقت برئيس وزرائها لورانس كونزي لمناقشة الوضع في ليبيا وشكر السلطات المالطية على مساعدتها خلال الأزمة الليبية. وكانت مالطا مركزا لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الليبي وإجلاء العمال الأجانب من ليبيا. وجدير بالذكر أن كلينتون هي أرفع مسئولة أمريكية تزور مالطا بعد زيارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب مرفوقا بوزير خارجيه جيمس بيكر إليها بهدف الاجتماع مع الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشيف عام 1989.