طهران:توجه الناخبون الإيرانيون صباح الجمعة إلى مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس المقبل، وسط حديث مراقبين عن انحسار المنافسة بين الرئيس المحافظ المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، والمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي. وأعلن وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي أن "ما لا يقل عن 4 ملايين ورقة انتخابية ألقيت في صناديق الاقتراع في الساعات الثلاث الأولى من بدء عملية التصويت". وأعرب عن اعتقاده بأن حجم المشاركة الشعبية في الانتخابات الحالية سيكون في مستوى عالٍ جداً نظرا لحجم المشاركة الفعلية والتواجد المكثف الحالي للمواطنين في مراكز الاقتراع . وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وستبقى كذالك لمدة عشر ساعات، مع احتمال تمديد مدة الاقتراع للانتخابات الرئاسية العاشرة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وإذا لم يحصل أحد المرشحين الأربعة على أغلبية واضحة فسيخوض المرشحان اللذان يحصلان على أعلى الاصوات جولة ثانية يوم 19 من يونيو/ حزيران. ويحق لنحو 46.2 مليون ناخب ممن تتجاوز أعمارهم 18 عاما المشاركة في الانتخابات، في حين تستحوذ محافظة طهران على أكبر عدد من الناخبين، إذ يبلغ عددهم اكثر من 8.8 مليون ناخب ويوجد فيها 6086 مركزا انتخابيا. ووزعت وزارة الداخلية الإيرانية 45713 صندوق اقتراع في 386 مدينة و558 ناحية، وفقا لما أوردته وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية. وهوية الرئيس الإيراني المقبل تجذب اهتمام الكثير من عواصم العالم، نظراً لحجم النفوذ الإيراني في المنطقة، وتعلق الكثير من ملفاتها بتوجهات طهران من جهة، وترقب واشنطن لهوية الشخصية التي سيتعامل مع "المقاربة التصالحية" الجديدة للبيت الأبيض من جهة أخرى. والمفارقة التي تحملها الانتخابات تتمثل في الاهتمام الدولي غير المسبوق بها، حيث يراهن البعض على حدوث تغيير يدفع باتجاه انعطافة في الأزمة النووية مع إيران وعلاقتها مع العالم، بينما يبدو اهتمام المرشحين والناخبين منصباً على الشأن الداخلي، وسط تحول البرنامج النووي إلى مصدر "فخر قومي" للبلاد. ويرى البعض أن منطق الأمور يقضي بتراجع فرص الرئيس الحالي، محمود أحمدي نجاد، في الحصول على ولاية جديدة تمثل استكمالاً لحقبة المحافظين، وذلك بالاعتماد على النتائج الهزيلة لتياره في الانتخابات النيابية الأخيرة، واحتمال تشتت أصوات التيار الداعم له. إلا أن الكثير من المراقبين يرى أن نجاد، الذي يحظى بدعم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية والحرس الثوري، هو الأوفر حظاً في السباق لنيل المنصب، باعتبار أن المحافظين سيصطفون خلفه للحيلولة دون فقدان المكاسب السياسية التي راكموها طوال السنوات الماضية. ويواجه نجاد خلال هذه الانتخابات ثلاثة مرشحين أساسيين هم مهدي كروبي، الرئيس السابق لمجلس الشورى، ومحسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري خلال فترة الحرب مع العراق، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومير حسين موسوي، رئيس الوزراء خلال العقد الثامن من القرن الماضي.