ضغوط على القرضاوي لثنيه عن موقفه المحذر من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية الدكتور يوسف القرضاوي محيط: فشل فريق من العلماء يضم المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا والكاتب الإسلامي فهمي هويدي، وثلاثة من العلماء الشيعة هم التسخيري والنعماني ونجل الشيخ محمد حسن فضل الله، في ثني الداعية الشيخ يوسف القرضاوي عن موقفه المنتقد لمحاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية. وكان القرضاوي جدد في وقت سابق اتهاماته لإيران بمحاولة التمدد و"تشيع المجتمعات الإسلامية السنية ، مؤكدًا إنه لن يتراجع عن موقفه ليرضي الناس ويغضب الله. وجاء فشل فريق الأقلية في ظل إصرار الشيخ على موقفه الذي يلقى دعماً كبيراً من أغلبية أعضاء الاتحاد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد حالياً في العاصمة القطرية الدوحة. وكانت أعمال الاجتماع الطارئ للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد بدأت أمس بالدوحة بعيدا عن وسائل الإعلام في محاولة لتطويق السجال الذي اندلع مؤخرا بين علماء دين سنة وشيعة. ووصل علي تسخيري الذي يشغل منصب أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية صباح أمس إلى الدوحة من إيران للمشاركة في الاجتماع. ويشغل تسخيري أيضا منصب نائب الشيخ يوسف القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وكان الرجلان تبادلا انتقادات تناقلتها وسائل الإعلام، بعد أن جدد القرضاوي إدانته لما قال إنها محاولات إيران "غزو المجتمعات السنية الخالصة" بالفكر الشيعي فيما انتقد تسخيري تصريحات القرضاوي معتبرا أن "مثل هذه التصريحات تدفع الشعوب الإسلامية أكثر فأكثر نحو التفرقة". وينعقد الاجتماع الطارئ لاتحاد علماء المسلمين غداة "مؤتمر القدس السادس" الذي اختتم أعماله في الدوحة مساء الاثنين والذي شددا على أن "الخلافات السياسية والدينية والمذهبية يجب أن تتراجع إلى مرتبة ثانوية من أجل مواجهة الاحتلال وغطرسته". في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية ان الداعية الشيخ سلمان العودة والداعية الشيخ عصام البشير قد يشتركان في صياغة البيان البيان الختامي الذي سيصدر اليوم عن الاجتماع. ومن المتوقع ان يشدد البيان على ضرورة وحدة الأمة في مواجهة التحديات دون أن يشير إلى تخلي الشيخ القرضاوي عن موقفه، مع بروز اتجاه لتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الموضوع. تهديدات القرضاوي وهدد القرضاوي في وقت سابق بالانسحاب من جهود التقريب بين المذاهب إذا استمر الطرف الشيعي في ممارساته ولم يتراجع عنها بوضوح، مشيراً إلي أنه في هذه الحالة سيكون التقريب بين المذاهب علي المحك، وسيصبح لا معني له في ظل استمرارهم في اختراق البلاد السنية. واعتبر الشيخ أن ظهور أقلية شيعية في بلاد سنية خالصة، لم يكن فيها أي وجود شيعي من قبل، مثل مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، دليلاً من الواقع علي وجود اختراق شيعي. وأضاف القرضاوي أن أصدقاءه، الذين اختلفوا معه في موقفه، وانتقدوه مفتونون بالنموذج الإيراني ومنجزاته سياسياً، ويخلطون بين السياسي والديني في القضية. وأكد القرضاوي أنه لا يثير فتنة بين الأمة الإسلامية، وإنما يحاول أن يحمي الأمة الإسلامية من فتنة أكبر وحرب كبري، ويحاول أن يقي المجتمعات السنية الخالصة من حمي الصراع والتقاتل المذهبي إذا ما دخلها الشيعة، مثلما يحدث في العراق ولبنان حالياً صرخة تحذيرية وحذر القرضاوي مرارا من خطر السكوت على الخطط التي قال إن إيران وضعتها بهدف نشر التشيع في المجتمعات السنية، لافتاً إلى أن وراء هذه الخطط دولة لها أهدافها الاستراتيجية تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع ومد مناطق النفوذ. وشدد القرضاوي على أن المناداة بإغلاق الملف فرار من المواجهة مع الواقع والواجب التصدِّي بالحكمة والاعتدال، مؤكدا بأنه لم يكن يوماً من الأيام مهيجاً ولا داعياً إلى فتنة ولا فرقة، بل داعية إلى التقريب بين الفرق الإسلامية. وأضاف إن دعوته إلى التقريب لم تكن مطلقة بل كانت مقيدة وكانت مشروطة بضرورة تجاوز عدة عقبات أبرزها: الموقف من القرآن ومن الصحابة وأمهات المؤمنين، والتوقف عن نشر المذهب الاعتقادي في البلاد الخالصة للمذهب الآخر، والاعتراف بحقوق الأقلية الدينية والسياسية سواء كانت الأقلية سنية أو شيعية.. وتابع: لقد تم ذلك خلال أكثر من 10 سنوات في مؤتمرات التقريب ولكنني وجدت أن المخطط مستمر وأن القوم مصممون على بلوغ غاية رسموا لها الخطط ورصدوا لها الأموال وأعدوا لها الرجال وأنشأوا لها المؤسسات، ولهذا كان لا بد أن أدق ناقوس وأجراس الخطر. وقال: لقد أردت أن أنذر قومي وأصرخ في أمتي محذراً من الحريق المدمر الذي ينتظرها إذا لم تصح من سكرتها وتنتبه من غفلتها، وتسد الطريق على المغرورين الطامحين الذين يطلقون الشرر فيتطاير ولا يخافون خطره. ومضى القرضاوي قائلاً إن الغزو الشيعي للمجتمعات السنية ثابت وأقر به الشيعة أنفسهم، ومَن يستريب في قولي، فلينظر إلى مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، فضلا عن البلاد الإسلامية في أفريقيا وآسيا، ناهيك بالأقليَّات الإسلامية في أنحاء العالم. بل يجب أن ينظر إلى أرض الإسراء والمعراج فلسطين، التي حاول الشيعة في إيران اختراقها، وفُتن قليل منهم بذلك، كما حدَّثني بعض رؤساء الفصائل، وهذه جريمة لا تُغتفر، لضرورة الفلسطينيين إلى التوحُّد لا إلى مزيد من الانقسام. الشيعة يعترفون وقال بيان للشيخ نشرته جريدة "الوطن" السعودية الخميس الماضي ، أن الشيعة أنفسهم اعترفوا بالغزو الشيعي للمجتمعات السنية, حيث أقرَّ بهذا الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني, والذي يعدُّونه الرجل الثاني في النظام الإيراني أثناء لقائي معه على شاشة "الجزيرة" عام 2007. فقد رفض أن يقول أي كلمة في إيقاف هذا النشاط الشيعي المبيت, وقال: إنسان عنده خير كيف نمنعه أن يبلِّغه؟. ووكالة الأنباء الإيرانية (مهر) اعتبرت انتشار المذهب الشيعي في أهل السنة من (معجزات آل البيت)!. وآية الله التسخيري لم ينكر ذلك, ولكنه اعترض على تسميتي (التبليغ الشيعي) تبشيرا, وهو المصطلح المستعمل في نشر النصرانية, وكأنه يشير بكلمة (تبليغ) إلى أن الشيعي مأمور بتبليغ مذهبه وعقيدته, كما أن الرسول مأمور بتبليغ ما أُنزل إليه من ربه, وكلمة (تبشير) كما ذكرتُ في بياني السابق, مقتبسة من تعبير الإمام محمد مهدي شمس الدين رحمه الله. وآية الله الشيخ محمد حسين فضل الله, أنكر عليَّ أني لم أغضب من أجل نشر التبشير المسيحي, كما غضبت من أجل نشر التبشير الشيعي, وقد رددتُ على هذا الزعم في بياني السابق. خطر نشر التشيع في عالم السنة وانتقل الشيخ في بيانه الى توضيح خطر نشر التشيع في المجتمعات السنية، حيث قال: الخطر في ذلك نراه بأعيننا، ونلمسه بأيدينا، في بلاد الصراع المذهبي (الطائفي) الذي راح ضحيَّته عشرات الألوف ومئات الألوف، كما هو جلي لكلِّ ذي عينين في العراق، مليشيات الموت، وتحريق المساجد والمصاحف، والقتل على الهُويَّة، قتل كل من اسمه عمر أو عثمان أو عائشة، إلى آخر ما شهدناه من مآس تقشعر لها الأبدان. كما شهدناه في لبنان، وفي اجتياح حزب الله أخيرا لبيروت، وما صاحبه من جرائم لا تكاد تصدَّق. بل حسبنا ما يجري في اليمن الآن من صراعات دموية بين الحكومة من جهة وبين الحوثيين الذين كانوا زيدية مسالمين ومتآلفين مع إخوانهم الشافعية، فلما تحوَّلوا إلى اثني عشرية، انقلبوا على أعقابهم، يحاربون أهلهم، ويقاتلون قومهم. وهذا مثل بارز يجسِّد الخطر الذي نخافه ونحذِّر من وقوعه. الخطر في نشر التشيع أن وراءه دولة لها أهدافها الاستراتيجية، وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسُّع، ومد مناطق النفوذ، حيث تصبح الأقليات التي تأسَّست عبر السنين أذرعا وقواعد إيرانية فاعلة لتوتير العلاقات بين العرب وإيران، وصالحة لخدمة استراتيجية التوسع القومي لإيران. بيان لمجمع الفقه الإسلامي في نفس السياق، أصدر مجمع الفقه الإسلامي بجدة أمس بياناً أوضح فيه موقفه مما أسماها "مظاهر الاختلاف والتنازع بين أتباع المذاهب الإسلامية". وقال البيان الذي وقعه أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبد السلام داود العبادي: إن مجمع الفقه الإسلامي يتابع بألم بالغ وأسف عميق مظاهر الاختلاف والتنازع بين أتباع بعض المذاهب الإسلامية وبخاصة بين بعض علماء الشيعة وبعض علماء السنة، في بعض بلاد المسلمين، وعبر وسائل الإعلام المتعددة. وذكر البيان بخطورة "هذه الممارسات والتصريحات لما يترتب عليها من آثار بالغة الخطورة على وحدة الأمة وقدراتها على مواجهة أعدائها". وأعرب مجمع الفقه الإسلامي في بيانه عن قلقه من أن تؤثر هذه الخلافات على الجهود المبذولة لتقوية أواصر العلاقات الأخوية بين أتباع المذاهب الإسلامية بعيداً عن التعصب المذهبي والانغلاق الفكري، حرصاً على وحدة المسلمين ومصالحهم العليا في هذه الظروف البالغة الصعوبة التي تمر بها الأمة. واستند بيان المجمع في دعوته على الالتزام في تنفيذ ما ورد في البيان الختامي والقرارات التي أصدرها مؤتمر القمة الاستثنائي الثالث الذي انعقد في مكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذي القعدة من عام 1426، حيث دعا إلى مكافحة التطرف المتستر بالدين والمذاهب، وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وتعزيز الحوار بينها والاعتدال والوسطية والتسامح. وأعاد البيان التذكير بمقررات مؤتمر القمة الاستثنائي الثالث ، واجتماع أئمة المذاهب الإسلامية الذي عقد هذا العام والذي أقر خطة شاملة للتقارب بين المذاهب الإسلامية ، من المقرر أن عرضه في مؤتمر عام ينظمه مجمع الفقه الإسلامي بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ، مذكرا في هذا المجال أن الخطة تتضمن ضرورة الامتناع عن كل مجالات التبشير بأي مذهب في مناطق المذاهب الأخرى.