روما: اظهر استطلاع للرأي أن معظم الايطاليين يريدون تقليص الاعتماد الكبير لبلادهم على الوقود الاحفوري ويتطلعون الى تقليص استيراد الطاقة من الخارج لصالح مزيد من التحول الى الطاقة النظيفة والمتجددة. وأبدت الغالبية الواسعة من المستهلكين الايطاليين رغبتها في أن تعمل حكومة بلادهم بشكل حاسم من أجل توفير الطاقة البديلة وتقليص أسعارها وذلك في استطلاع "عالم الطاقة الجديدة" الذي شمل عينات من المستهلكين في 22 بلدا حول العالم عبرت نسبة 75% منهم عن القلق حيال تغير المناخ ومستقبل قضايا الطاقة في العالم. وفي هذا السياق كشف الاستطلاع الوارد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن أن 93% من العينة الايطالية أعربت عن الاقتناع بحاجة ايطاليا الى تقليص اعتمادها على المحروقات عالية المحتوى الكربوني. كما أبدى 77% قلقهم من مخاطر نفاذ موارد الطاقة بينما عبر 81% من الايطاليين عن عدم الاطمئنان لوجود شركاء أجانب في رؤوس أموال شركات الطاقة المحلية. وبالتوافق مع نتائج الاستطلاع في مختلف الدول التي شملها اعتبر 34% من الايطاليين ان تقليص استهلاك الطاقة لا يمثل أولوية في خفض اعتماد بلادهم على الوقود الاحفوري الذي تستورده بالكامل تقريبا من الخارج. وفي المقابل يرى ما يزيد على 66% من الايطاليين ان حل مشكلة الاسراف في الاعتماد على الوقود الاحفوري ووارداته يكمن في تطوير وتنمية موارد للطاقة قليلة المحتوى الكربوني كاستعمال الوقود الحيوي للسيارات والطاقة الشمسية والنووية لتوليد الكهرباء. وكان استطلاع نشر قبل شهرين بمناسبة قرار الحكومة العودة الى استخدام الطاقة النووية بعد التخلي عنها قبل أكثر من عقدين وتصديقها على قرار قانون تنفيذي يمهد لاقامة عدة مفاعلات نووية قد أظهر ان 53% من الايطاليين ما زالوا يرفضون بناء أي من هذه المحطات في اقاليمهم. ووقع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بالفعل في العام الماضي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بروتوكولا ثنائيا للتعاون النووي يقضي ببناء أربع محطات نووية لتوليد الكهرباء خلال 10 سنوات في ايطاليا التي هجرت الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء بعد استفتاء شعبي عام 1987 عقب حادثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل في الاتحاد السوفياتي يوم 26 أبريل 1986.