موقف عربي موحد قبل انابوليس وواشنطن تركز على ما بعده محيط - جبريل محمد
عواصم: قبل ايام من مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده في الولاياتالمتحدة، أعلن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي مساء اليوم الآحد عن اجتماع عربي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري للخروج بموقف عربي مؤحد بشأن المؤتمر الرامي الى اعادة اطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، فيما أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تشاؤمه من المؤتمر، دفع تراجع التوقعات والآمال المعقوده عليه الولاياتالمتحدة الى التركيز على ما بعده.
واثار هذا الاجتماع الدولي الذي قررت الولاياتالمتحدة تنظيمه اواخر هذا الشهر في صفوف الفلسطينيين والعرب آمالا كبيرة عندما اعلن عنه الرئيس جورج بوش في تموز/يوليو الماضي .
وكان القادة العرب عبروا عن تمنِّيهم في ان يضع هذا الاجتماع لائحة بالمسائل العالقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين مثل وضع القدسالشرقية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967 وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة ووضع اللاجئين الفلسطينيين والاستيطان اليهودي.
وكان نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر عن الرغبة الفلسطينية في ان يتيح اجتماع انابوليس تحديد موعد لقيام دولة فلسطينية مستقلة، معتبرا انه السبيل الوحيد لتوفير الامن والاستقرار في المنطقة.
اعداد وثيقة
وفي ايلول/سبتمبر ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية والفلسطينية ان الطرفين يعملان على اعداد وثيقة مشتركة تتضمن ثماني نقاط قبل الاجتماع الدولي، وحتى الساعة لم تجر صياغة الوثيقة المشتركة كما لم يعلن موعد الاجتماع الدولي رسمياً - حتى وان تردد بكثرة موعدا 26 و27 تشرين الثاني/نوفمبر - ولائحة المشاركين ما تزال غير مؤكدة.
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الخميس "اننا واثقون..فالتحضيرات تتقدم بشكل جيد. انها على الطريق الصحيح. الاسرائيليون والفلسطينيون يعملون على الوثيقة".
واضاف "اعتقد انهم سيتوصلون الى اتفاق على وثيقة لكن ينبغي الا يغيب عن بالنا امر مهم جداً وهو ان بعد انابوليس سيكون هناك غد ثم يوم آخر، ثم يوم آخر"، وراى ديفيد ليفي من مركز الابحاث المستقل "نيو اميركا فاونديشن" في واشنطن ان هذا الاصرار على التحدث عن ما بعد انابوليس يعني انه "لن يخرج اي شيء جوهري عن انابوليس".
واضاف هذا المفاوض الاسرائيلي السابق مؤخرا "ان التركيز على نتيجة انابوليس انتقل الى تفاصيل العملية التي ستتبع انابوليس سعياً لاعطائه مصداقية".
تشاؤم فلسطيني
وخلال لقاء بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أكد الرئيس عباس ان الجانب الفلسطيني غير راض حتي الآن عن الموقف الاسرائيلي لان الاسرائيليين لم يقدموا شيئا يمكن ان يؤدي الي نجاح المؤتمر
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن السفير الفلسطيني بالسعودية جمال الشوبكي أن عباس بحث مع العاهل السعودي الذي التقاه الجمعة، التحضيرات لمؤتمر انابوليس للسلام.
وقال الشوبكي ان عباس اكد للعاهل السعودي ان الموقف الاسرائيلي سلبي وعلي الامريكيين ان يتدخلوا للضعط علي اسرائيل وان يلزموها بمرجعيات عملية السلام وهي خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية .
واكد ان العاهل السعودي كان متفقا مع وجهة النظر الفلسطينية، وهي ان اسرائيل لا تبدي حتي الآن اي تجاوب جدي من الممكن ان يساهم في انجاح المؤتمر ، وبدورهم ابدي الاسرائيليون تشاؤمهم من فرص التوصل الي حلول مع السلطة الفلسطينية، التي بدأت بمفاوضات مع الاسرائيليين منذ نحو الشهرين.
مخاوف من اندلاع حرب
وكان كبير مفاوضى السلطة الوطنية الفلسطينية احمد قريع حذر من ان فشل مؤتمرانابوليس قد يؤدي الى اندلاع الحرب وتفجر الاوضاع بالمنطقة.
واضاف قريع :" اننا نريد الدعم من اسرائيل ليس عبر القبلات وانما بقيامها باخلاء المستوطنات"، موضحا انه فى حالة فشل مؤتمر انابوليس فان الاحباط سيسود وستكون له مما سيؤدي الى انعكاسات سلبية على المنطقة.
وجاءت تصريحات قريع خلال لقاءه بنشطاء حزب "ميريتس" اليسارى الاسرائيلى حيث اعتبر قريع ان مفتاح النجاح لمؤتمر القادم يكمن فى التوصل لاتفاقات وتفاهمات تتضمن الجدول الزمنى للمحادثات ومن شأنها ان تكون الاساس لاى اتفاقيات نهائية.
بعد انابوليس
ومن جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير - الذي يزور اسرائيل ورام الله - الاسرائيليين والفلسطينيين لاحراز تقدم ملموس قبل الاجتماع الدولي حول السلام ومؤتمر المانحين الذي سيليه والمقرر عقده بباريس.
ودعا كوشنير اسرائيل بالحاح لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية فورا. وقال لصحيفة "الايام" الفلسطينية إنه سيكرر لمحادثيه الاسرائيليين موقف فرنسا وهو ان الاستيطان ليس غير مشروع قانونيا فحسب, بل انه سياسيا يمثل ابرز عقبة امام السلام.
واضاف:" أنه ليس هناك اي مبرر لتوسيع المستوطنات لا النمو الطبيعي ولا الناحية الأمنية، بل خلافا لذلك سيقوي الاستيطان الاحساس بالظلم وسيعزز انعدام الامن، فلقد حان الوقت للمضي نحو الامام كي نبرهن بسرعة وعمليا للشعب الفلسطيني انه سيستفيد من السلام، ان هدفنا المشترك معروف وهو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة سياسيا واقتصاديا في 2008"، وتابع كوشنير "يجب اذا ان يكون مؤتمرانابوليس نقطة انطلاق عملية دبلوماسية وسياسية واقتصادية من شأنها اتاحة التوصل سريعا الى الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية".