نيويورك: كشفت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الامريكية اليوم الأربعاء النقاب عن أن دبلوماسيين وضباطا أمريكيين يجرون محادثات مع اعضاء الميليشيات المسلحة التى تدين بالولاء لمقتدى الصدر الزعيم الشيعى وهو الامر الذى يمثل انقلابا كبيرا فى فى السياسة واعترافا متحفظا بان الصدر له وضع مهيمن فى أجزاء كبيرة من العاصمة العراقية بغداد واجزاء اخرى من العراق. وقالت الصحيفة:" إن هذا الحوار السرى يجرى بالفعل منذ اوائل العام الماضى على الاقل، إلا انه بدا وكأنه يتجه نحو تحقيق نتيجة ملموسة منذ الاسبوع الماضى فقط"، حيث هدأت الاجواء نسبيا فى منطقة غرب بغداد التى كانت من بين أكثر القطاعات خطورة فى العاصمة العراقية. وأشارت الصحيفة إلى أن المناقشات كانت قد تعقدت بسبب الانقسامات فى داخل حركة الصدر اضافة الى تعهد الزعيم الشيعى المعلن بعدم الاجتماع مع محتلى العراق أبدا. ومما يلقى الضوء على حساسية القضية، ان الصدريين نفوا علانية اى اتصال مع الامريكيين اوالبريطانيين واضعين فى الاعتبار ان ثمن الاعتراف بحدوث مثل هذه الاجتماعات سيكون الاستبعاد من الجماعة او ما هو اسوأ من ذلك. واعتبرت لوس انجلوس تايمز ان هذا الحوار يمثل تحولا جذريا فى نهج الولاياتالمتحدة فى التعامل مع الصدر وميليشياته (جيش المهدى). فيما يامل الجيش فى التفاوض على نفس نوع "زواج المصلحة" الذى توصلت اليه مع اطراف اخرى من العراق مثل الجماعات المسلحة السابقة التى كان العديد منها يدين بالولاء للرئيس العراقى المخلوع صدام حسين والقبائل السنية التى تدعمها ، مشيرة الى ان هذين الجهدين مثالان على الكيفية التى تسعى بها القوات الامريكية الى انهاء العنف من خلال التعاون مع الجماعات التى كانت تعتبرها فى وقت من الاوقات اعداء يصعب ترويضهم. واعادت الصحيفة الى الاذهان انه فى عام 2004 وصم المسئولون الامريكيون الصدر بأنه خارج على القانون وطالبوا باعتقاله مما فجر ثورتين شيعيتين فى العاصمة بغداد وفى مدينة النجف المقدسة للشيعة مما أسفر عن سقوط اكثر من الف قتيل. وأضافت الصحيفة أنه فى العام الماضى عندما طورت ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش استراتيجية "زيادة ودعم القوات" ، قال مخططون عسكريون ان الحملة ستستهدف ايضا الميليشيات الشيعية المتورطة فى القتل الطائفى، وعقب ذلك اتهم القادة الامريكيون عناصر جيش المهدى التى تدعمها ايران بشن تفجيرات فتاكة ضد القوات الامريكية ونشر العنف الطائفى.