"الفاو": القمح يرفع الأسعار العالمية للأغذية محيط - سالي العوضي أدي القرار الذي اتخذته روسيا بتمديد الحظر جزئياً على صادراتها من القمح لارتفاع الأسعار الدولية للأغذية بنسبة 5% في شهر أغسطس/ آب من العام الحالي 2010، وتعد بذلك أكبر زيادة يتم تسجيلها شهراً بشهر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 ولكنها ما تزال أقل بنسبة 38% عن ذروتها في يونيو/ حزيران 2008. وفي هذا الاطار دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى عقد اجتماع لمناقشة الارتفاع الذي طرأ مؤخراً على أسعار المواد الغذائية خشية أن يتكرر النقص الذي حدث قبل سنتين. وأوضح كرستوفر ماثيوز المتحدث باسم "الفاو" أن الاجتماع سيعقد بمقر المنظمة في العاصمة الايطالية يوم 24 سبتمبر/أيلول الجاري وسيبحث الإضطرابات الأخيرة في حالة الحبوب في العالم، وذلك في الجلسة الخاصة التي سيعقدها موفدو الدول الأعضاء في المجموعتين الحكوميتين التابعتين للمنظمة والمعنيتين بالحبوب والأرز . وأشار تقرير المنظمة بشأن حالة العرض والطلب بالنسبة للحبوب في العالم الذي حصلت شبكة الاعلام العربية "محيط" على نسخة منه إلى أن تلك الزيادة انعكست في مؤشر أسعار الأغذية من خلال الزيادة الحادة المفاجئة في الأسعار الدولية للقمح وذلك في أعقاب موجة الجفاف التي ضربت الاتحاد الروسي والقيود المفروضة لاحقا على مبيعات القمح في تلك البلاد . ومن الدوافع الأخرى وراء ارتفاع أسعار القمح ارتفاع أسعار السكر والبذور الزيتية أيضاً. الانتاج العالمي من القمح
وتوقعت المنظمة في التقرير أن الانتاج العالمي من الحبوب في العام الجاري 2010 قد انخفض بمقدار 41 مليون طن لكي يصل الى مليارين و238 مليون طن بعد أن بلغ في يونيو/ حزيران الماضي مليارين و279 مليون طن . وأوضح التقرير أنه اذا كان الإنتاج بهذا المستوى من التراجع، فمن المتوقع أن يسجل انتاج العالم من الحبوب للعام الحالي الرقم القياسي الثالث الأعلى ، أي أن يكون أعلى من المعدل خلال 5 سنوات . فقد شكل القمح من بين الحبوب الرئيسية الجزء الأعظم من هذا التراجع مما انعكس بصورة رئيسية على المحاصيل الأقل أهمية لدى المنتجين الرئيسيين في رابطة الدول المستقلة وذلك نتيجة الظروف المناخية المعاكسة . وفي ضوء التوقعات الراهنة، فان حجم الاستهلاك من الحبوب في العالم سيزداد قليلا عن حجم الانتاج للفترة 2010-2011، مما سيؤدي الى حصول انكماش بنسبة 2% في مخزونات العالم في نهاية الموسم مقابل مستوياتها المرتفعة الاولية المسجلة في بداية الموسم ، بالاضافة الى تراجع بسيط في نسبة الاستهلاك من مخزونات العالم من الحبوب . ويعكس تقرير تراجعاً آخر في التقديرات لحصاد العام الحالي في الاتحاد الروسي إلى 43 مليون طن أي من 48 مليون طن في أغسطس / آب 2010 ، أكثر مما هي توقعات متصاعدة بالنسبة للمحاصيل في عدد من البلدان الأخرى بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين . أما التوقعات بشأن مخزونات العالم من القمح في نهاية الموسم للعام 2011 فهي أيضا قد تراجعت الى 181 مليون طن ، أي بنسبة تراجع مقدارها 9% عن مستواها الأولي المرتفع خلال 8 سنوات . ومن المتوقع أن تبلغ نسبة الاستهلاك من مخزونات القمح في الفترة 2010- 2011 ، 27%، أي بتراجع مقداره 3% مقارنة بالموسم السابق ، لكنها ماتزال أعلى بنسبة 5 في المائة مقارنة بمستواها المنخفض في الفترة2007- 2008 على مدى 30 عاما أسواق الحبوب الخشنة والأرز أكثر توازنا
و حسب التقرير ، فان التوقعات بشأن إنتاج العالم من الحبوب الخشنة ستصل مليار و 125 مليون طن ، أي بتراجع مقداره 6 ملايين طن مقارنة بالتوقعات السابقة في يونيو / حزيران الماضي ، غير أن تلك النسبة أعلى من العام 2009 ، وتعد النسبة القياسية الثانية الأعلى . ويتجه انتاج الذرة صوب التصاعد المتواصل ليبلغ 845 مليون طن ، مع التوقعات بأن يبلغ انتاج الصين والولاياتالمتحدةالأمريكية من هذا المحصول مستوى قياسيا ، غير أن الانتاج العالمي من الشعير ربما يتراجع بنسبة 25% عن مستواه المنخفض خلال 3أعوام لكي يصبح 129 مليون طن فقط في العام 2010 ، نتيجة الانخفاض الحاد في الانتاج في رابطة الدول المستقلة وفي الاتحاد الاوروبي جراء رداءة الاحوال الجوية . وفي ما يتعلق بانتاج العالم من محصول الأرز فانه يتوقع أن يتراجع في العام الحالي أيضاً ، حيث أنه يبلغ في الوقت الحاضر 467 مليون طن ، أي أقل بمقدار 5 ملايين طن من التوقعات في يونيو / حزيران للعام الحالي ، ولكنه ما يزال يزيد بنسبة 3% مما كان عليه في العام 2009 ، وهذه تعد نسبة قياسية .