بعد تصنيفها أكبر مستهلك للطاقة في العالم خبير: الطلب المتزايد على الطاقة في الصين "أمر مشروع"
محيط – زينب مكي
الصين تصنف كأكبر مستهلك للطاقة في الوقت الذي رفضت فيه بكين تقريرا للوكالة الدولية للطاقة يقول أن الصين تخطت الولاياتالمتحدة لتصبح أكبر مستهلك للطاقة في العالم في العام الماضي، مؤكدة أن بيانات الوكالة "غير جدير بالثقة "، أكد خبير نفطي بارز أن الصين خلال عملية التنمية الاقتصادية السريعة بحاجة إلى الطاقة، وهذا "أمر مشروع" للغاية.
وقال فاتح بيرول، كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها، "أن الشعور بالمفاجأة ليس رد الفعل المتوقع لصدور التقرير" ،مضيفا في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الصين منذ عام احتلت المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة بفارق ضئيل للغاية... والوضع الحالي أمر طبيعي لان الطلب على الطاقة في الولاياتالمتحدة، باعتبارها دولة متقدمة، ليس قويا كنظيره في الصين.
وكانت صحيفة الفاينانشال التايمز قد نقلت عن وكالة الطاقة الدولية إن الصين تخطت الولاياتالمتحدة العام الماضي لتصبح أكبر مستهلك للطاقة في العالم، مشيرة إلي أن أرقام استهلاك الطاقة في الصين العام الماضي ما زالت أولية لكن الاتجاه واضح، مشيرة إلى أنه على مدى الأعوام العشرة الماضية حسنت الولاياتالمتحدة كفاءة استخدام الطاقة بمعدل 2.5% سنويا بينما تمكنت الصين من تحقيق معدل سنوي قدره 1.7% فقط.
وذكرت الوكالة أن الصين استهلكت في العام الماضي 2.252 مليار طن من المكافئ النفطي من الطاقة من موارد تشمل الفحم والنفط والغاز الطاقة المولدة من المصادر المائية والطاقة النووية بزيادة حوالي 4% عن الولاياتالمتحدة.
ومن جانبه، أوضح بيرول أن التوسع الاقتصادي المتواصل في الصين هو الدافع الرئيسي وراء الطلب المتزايد على الطاقة، مضيفا أن هذا "أمر مشروع.. انه تطور طبيعي... ليس هناك ما يثير الدهشة في هذا"، وأردف قائلا "عندما ننظر إلى عملية التنمية الاقتصادية في الولاياتالمتحدة أو أوروبا، نرى إنهم احتاجوا أيضا إلى الطاقة. والآن حان دور الصين في النمو".
النمو.. الدافع وراء الطلب المتزايد على الطاقة وأوضح بيرول أن الولاياتالمتحدة كانت اكبر مستهلك للطاقة في العالم خلال القرن الماضي واستهلكت كمية من الطاقة في عام 2000 تعادل ضعف ما استهلكته الصين.
وذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة أن استهلاك الصين على أساس نصيب الفرد يبلغ نحو ثلث معيار القياس الخاص بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية واقل بكثير مقارنة بمستوى الاستهلاك في الولاياتالمتحدة.
وقال كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية أن الناس يتعين عليهم إيلاء مزيد من الاهتمام للاستخدام اللائق والمحتمل للطاقة بدلا من تصنيف المستهلكين، ورأى أن محاولة الحصول على الطاقة من مصادر نظيفة ينبغي أن تكون أولوية قصوى.
وأثنى بيرول على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لتحسين كفاءة الطاقة والاستفادة الأكبر من موارد الطاقة المتجددة والنظيفة، أما بالنسبة للطاقة النووية, فأعرب عن اعتقاده بأن الصين زعيم بلا منازع في بناء محطات الطاقة النووية.
وعلى الصعيد نفسه، أصدر برنامج الأممالمتحدة للبيئة الخميس 15 يوليو الجاري تقريرا سنويا يشير إلى أن الصين قد أصبحت أكبر الدول من حيث استثمارات في مجال الطاقة المتجددة عام 2009، مؤكدا أن تطور الطاقة المتجددة في الولاياتالمتحدة وأوروبا لم يكن جيدا في السنة الماضية نظرا لتأثيرات الأزمة المالية العالمة، حسبما ذكرت صحيفة "الشعب" الصينية.
وكانت قيمة الاستثمارات الأوروبية في مجال الطاقة المتجددة 43.7 مليار دولار عام 2009، وانخفضت بنسبة %10 مقارنة مع عام 2008، كما بلغت نسبة الانخفاض للولايات المتحدة في هذا المجال %38 ووصل حجم الاستثمارات الى 20.7 مليار دولار أمريكي، بينما شهدت استثمارات آسيوية وأوقيانوسية زيادة بنسبة %30 في مجال الطاقة المتجددة، وبلغ حجم الاستثمارات 40.8 مليار دولار ، وقدمت الصين والهند أكبر المساهمات من بين دول المنطقة.