خبير: فرض عقوبات تجارية على الصين أمر يدعو ل "السخرية" العملة الصينية محيط – زينب مكي
في الوقت الذي تزايدت فيه الشكاوي من أن الرنمينبي "العملة الصينية" المقوم بأقل من قيمته هو أحد العوامل الرئيسية وراء الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي حذر مسئول مصرفي بارز من فرض عقوبات تجارية على الصين مؤكدا إن توجيه الولاياتالمتحدة اللوم إلى العملة الصينية بأنها سبب في نسبة البطالة المرتفعة والعجز التجاري في الولاياتالمتحدة أمر يدعو إلى "السخرية".
وعلى الجانب الرسمي أعلنت الصين عن اعتقادها إن أي قضايا اقتصادية وتجارية بما فيها موضوع سعر صرف العملة الصينية "الرنمينبى" يمكن حلها عن طريق الحوار"، مشيرة إلى أهمية تجنب تسييس هذه القضايا .
وفي مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة بالعاصمة الصينية قبيل انعقاد منتدى "تنمية الصين السنوي الحادي عشر" المقرر عقده اليوم، رأى ستيفن روتش رئيس مجلس إدارة "مورغان ستانلي – آسيا" أن السياسيين الأمريكيين لا يريدون تحمل مسؤوليتهم عن نسبة البطالة التي تقترب من 10%، ولذلك يفضلون توجيه اللوم إلى الآخرين، وقد أصبحت الصين أول هدف لهم، محذر منا أن فرض أية عقوبات تجارية على الصين سيؤدي إلى نتيجة كارثية للجانب الأمريكي.
وأوضح روتش في المؤتمر الذي أوردت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) مقتطفات منه أن عدم التوازن في التجارة بين الولاياتالمتحدة والصين ليس له علاقة بالرنمينبي إلا بنسبة قليلة، مشيرا إلى أن واشنطن تعاني من عجز تجاري مع أكثر من 90 دولة، مؤكدا أن أية عقوبات تجارية تستهدف الصين من المحتمل أن تحول مساهمة الصين في العجز التجاري في الولاياتالمتحدة إلى شركاء التجارة الآخرين الأمر الذي سيضطر الولاياتالمتحدة لاستيراد السلع بأسعار أكثر ارتفاعا من الدول الأخرى وهذا يعني إضافة ضريبة على العمال الأمريكيين.
الصادرات الصينية للولايات المتحدة وكان عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي قد طرحوا الثلاثاء الماضي مشروع قانون ضد التلاعب بأسعار العملات سيؤدي في حال إقراره إلى فرض عقوبات على الصين المتهمة بتخفيض سعر صرف عملتها لتشجيع صادراتها،مؤكدين أن "التلاعب بالعملة الصينية ساهم في الانكماش الاقتصادي العالمي وهو الآن يعيق الانتعاش"، فيما رأت الصين أن "الولاياتالمتحدة لا يمكنها مطالبة الآخرين برفع قيمة عملاتهم من اجل توسيع صادراتها "إذ سيمثل هذا إجراء أنانيا".
وعلى الجانب الأخر يقوم نائب وزير التجارة الصيني تشونغ شان بزيارة لإلى الولاياتالمتحدة في 24 مارس وتستمر ثلاثة أيام لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاريان الزيارة بهدف توسيع نطاق التجارة الثنائية وتعزيز التنمية الصحيحة والمستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية.
وفب هذا الصدد يقول بيان تم بثه على الموقع الرسمي لوزارة التجارة الصينية أمس الجمعة أن شان سيتفاوض أيضا مع الإدارة الأمريكية حول قضايا التجارة بين البلدين في إطار الجهود المبذولة لزيادة التفاهم المشترك ونزع "فتيل الاحتكاكات التجارية".
ومن جانبه يقوب خه نينج مدير عام إدارة شئون أمريكا والأوقيانوس فى وزارة التجارة "إن الصين تعتقد إن أي قضايا اقتصادية وتجارية بما فيها موضوع سعر صرف العملة الصينية "الرنمينبى" يمكن حلها عن طريق الحوار" مضيفا " إلا إننا يجب أن نتجنب تسييس القضايا الاقتصادية و التجارية".